للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما نبي الله فالكل قومه ... وأكرمه من لم يسئه وأكرما

نصحت بني مصر وحذرت كلهم ... وقلت المقال الحق لكن تجرما

ولو سلك الطويراني هذا المسلك الرقيق من أول الأمر ما تأججت نار المهاجاة بين شعبين أخوين مسلمين، يرجى من تآلفهما للإسلام خير كثير

أما قصيدته السينية التي رد بها على سينية الشيخ إبراهيم اليازجي، ففيها من الفخر كثير، ولكن فيها على العرب تجنياً صارخاً. ومنها هذه الأبيات: -

والترك نيران اللظى ... فاقدم ورم إن كنت قابس

والترك قد تركوا أبا - ك ومثله بالخزي ناكس

ولولا بنو عثمان ما ... نبست لشرقي نوابس

سهروا ونمتم والتقوا ... وحشا وأمسيتم أوانس

برزوا لساعرة الوغى ... وهمامكم كالظبي كانس

ولكن هذه الأيام قد ولت وانتهى زمان الملاحاة، ونرجو أن يكون المسلمون، على اختلاف أجناسهم، قوة يعمل حسابها ويخشى بأسها. ولعلهم فاعلون ذلك إن شاء الله.

أما فخر الطويراني بنفسه، لا بجنسه، فكثير في شعره وقد أعانه على ذلك نفس أبيه وهمة قوية، فقد تنقل في البلاد وطوف في الآفاق، ولقي الخير والشر، وشرب الحلو والمر، ولكنه ظل عزيز النفس. اسمعه يقول: -

على أنني إن لان قومي ظالم ... وإن طالبوني بالتذلل ظالم

وأني لأستلقي الكريهة باسما ... وأجهل عقباها وأني لعالم

إلا أنه قد يغرق في الفخر ويغالي فيه على عادة شعراء عصره.

فترى الإسراف فيه واضحاً، والكذب فيه ظاهراً كقوله:

خلقت للسيف والقرطاس والقلم ... فالدهر عبدي وأهل الدهر من خدمي

والشطر الثاني سخيف مرذول وما أشبهه في السخف بقول ابن سناء الملك

وأنك عبدي يا زمان وأنني ... على الرغم مني أن أرى لك سيداً

وسبحان من غير نظم شعراء اليوم إلى الفخر، فلو أن واحداً منهم قال مثل هذا القول لقال الناس: هذا ناظم كذاب!

<<  <  ج:
ص:  >  >>