الآن عرفت كيف كان العرب يصفون المرأة الرقيقة بأنها (تؤوم الضحى)، ومعنى ذلك أنها لا تستطيع الاستيقاظ في برد الصباح، لأنها في رقة الورد، والورد لا يستيقظ في ساعات البرد
هل تذكرون حياة النمل؟
إن النمال تكون من العمالقة في الصيف، ثم تأوي إلى مساكنها المطمورة في الشتاء
ولا كذلك بنو آدم، فقوتهم في الشتاء لا في الصيف، ومن هنا جاءت فكرة (عيد الميلاد)، وهي تعبير عن نزعة إنسانية قبل أن تكون تعبيراً عن نزعة مسيحية، فما يعرف أحد بالضبط في أي شهر ولد المسيح، لأنه ولد قبل أن يلتفت الناس إلى تقييد المواليد
البرد هو الذي نفع روسيا فنصرها على نابليون، وقد ينصرها على هتلر بعد حين.
وتأخر البرد في هذه السنة آذى المزارع المصرية بعض الإيذاء، لأن في الدفء حياة للديدان، وحياة للنمال، وحياة للذباب، وفي حياة هذه المخلوقات جور على أرزاق الناس
البرد هو الذي يعلمنا كيف نستعد لمقاومة التقلبات الجوية، وهي تقلبات لا ينتصر عليها غير من يتدثرون بالأثواب والقلوب
وآية (يا أيها المدثر) تدل على أن الرسول تفتح قلبه للوحي في ليلة شاتية، وسنجد دليلاً على صحة هذا الافتراض، إن كان يحتاج إلى دليل
وهل تهجع الأرض في الشتاء كما يتصور الناس؟
إن الحرارة تتحول إلى جوف الأرض فتعدها إعداداً صالحاً للإنبات والإيراق والإزهار والإثمار، وسبحان من لو شاء لكشف الحجاب عن حكمته العالية في مداولة الأيام بين الصيف والشتاء.
وهل تهجع شجيرات الورد كما تصورتها وأنا أجول في حديقة الورد؟
إنها تستجم، ولعلها تدير في نفسها الصور المنتظرة للربيع المقبل، كما يستجم الفنان ليدير في نفسه الصور المنتظرة لربيع الفكر والخيال
لا نوم ولا موت في هذا الوجود، لأن الله خلقه لليقظة والخلود.
لو زحزح الحجاب لحظة واحدة لرأينا جميع الموجودات في اقتتال أو اعتناق، وإن ظهر للعيون أنها غافيات