وقد تولى من المناصب في العهد العثماني: عضوية الاستئناف، ورآسة المحكمة الاتهامية من سنة ١٢٠٦ إلى ١٣٢٤. ثم الفتوى ورآسة الأوقاف من سنة ١٣٢٤ إلى الاحتلال الإيطالي. ووكالة رآسة مجلس الإًدارة قسم المحاكمات والجنح من سنة ١٣٢٥ إلى ١٣٢٨ عن أربعة ولاة. وفي دمشق حين هاجر إليها عرض عليه إفتاء طرابلس الشام فلم يقبل، وخصص له معاش باعتباره من هيأة كبار علماء المشيخة. ثم رأس بعثة أثناء الحرب العالمية وفدت إلى المدينة المنورة فقام بها خير قيام. ورجع إلى طرابلس بعد الاحتلال الإيطالي فعين حاكما بالمحكمة العليا وظل فيها ١٥ عاماً إلى أن توفي في ربيع الآخر سنة ١٣٦٢
الهوى العذري
لا يؤمن كثير من أهل الرأي بما دونه مؤرخو العرب من القصص الغرامي الملتهب (كقيس ليلى)(وقيس لبنى) بل لقد يذهب بعضهم إلى الضحك منه، والسخرية به، ويعتقدون أن هذا القصص تصوير روائي، وخيال شعري
وأحسب أن الذين يعتنقون هذا الرأي بنوا عقيدتهم على خبرتهم الصادقة بالطبيعة البشرية فهذا العشق الذي يهيم له الرجل على وجهه، ويدخل الضيم على مروءته ليس من طبيعة الرجل، وهو الذي يجري بفطرته وراء النفع والطمع، ويسعى بغريزته إلى النضال في معارك الحياة وتكاليف العيش، إنما الحب زخرف من زخارف صباه وزينة من زينات شبابه، بل هو أغنية من أغانيه يتطرب بها في مجال نضاله في الحياة، ويتغنى بها في خلال جهاده للعيش
من طبيعة الرجل أن يسعى إلى الشهرة والثروة، وأن يتبوأ مكانها ملحوظاً في رأى الدنيا،