من الله تعالى بكل لسان، وأخلصت له والإخلاص محمود من كل إنسان. ثم أربع سجعات أخرى على هذا الروي
وقد يجعل السجع مركبا على رويين في أربع فواصل أو ست كقوله في رسالة خلف بن أحمد: (وكأن هذا العالم قد أحسن عملا فجعل هذا الملك ثوابه. وكأن هذا الملك قد أساء مثلاً، فجعل هذا العالم عقابه)
وقوله: فكان ما أضعناه، كإنا زرعناه فأنبت سبع سنابل، وكان ما فقدناه، كإنا أقرضناه هذا الملك العادل
وقد يسجع في أثناء الجملة قبل تمام المعنى كقوله (حقاً أقول أن التمرة، بالبصرة، اقل خطراً من البذرة، بهذه الحضرة، وإني أيد الله القاضي على قرب العهد، بالمهد، قطعت عرض الأرض، وعاشرت أجناس الناس)
ومما يكثر في نثر البديع تحليته بالشعر، وقد قال الثعالبي في ذلك: (ويوشح القصيدة الفريدة من قوله، بالرسالة الشريفة من إنشائه، فيقرأ من النظم والنثر، ويروي من النثر والنظم. وهو لا يكتفي بتفصيل نثره بأبيات من الشعر، بل يصل النثر بالشعر حتى يتوقف معنى كل منهما على الثاني، كرسالته إلى الخوارزمي التي ذكرناها فيما تقدم، وكقوله في مدح أبي جعفر الميكالي:
ولو نظمت الثريا ... والشعر بين قريضا
وكامل الأرض ضربا ... وشعب رضوي عروضا
وصغت للدر ضدا ... أو للهواء نقيضا
بل لو جلوت عليه ... سود النوائب بيضا
أو ادعيت الثريا ... لأخمصيه حضيضا
والبحر عبد لهاه ... عند العطاء مغيضا
لما كنت إلا في ذمة القصور، وجانب التقصير.)
ومن أحسن افتنانه في ذلك المقامة الوعظية التي لاءم فيها بين المنثور والمنظوم أحسن ملاءمة.
ويجد قارئ الرسالة والمقامات قطعاً من تحداها في الأخرى فمقامة الوصية التي يوصى