فيها تاجر ابنه معظمها في إحدى رسائله وبعض المقامة النيسابورية ومعظم العلمية، في رسالة إلى أبي القامس الكرجي التي وصف فيها بعض القضاة. وبعض المقامة الملوكية التي مدح بها خلف بن أحمد في رسالة يمدح فيها الملك نفسه.
وكذلك نجد في الديوان والرسائل والمقامات وصف وقائع واحدة، كلقاء الأسد في الديوان والمقامة الاسدية، وقطع الأعراب طريقه في هذه المقامة والرسائل. وذلك يثبت أن المقامات تمثل كثيراً من حوادث زمانه.
نشأ البديع في عصر بلغ فيه الأدب العربي أوجه، وازدهر فيه الأدب الفارسي، وقد عرفنا أنه ترجم كثيراً من الأبيات الفارسية في ديوانه. فهل ظهر أثر الفارسية في معانيه وألفاظه؟ أثر قليل.
فمن المعاني الشائعة في الأدب الفارسي قوله (أو لم يكفنا الجرح حتى ذر عليه الملح) وقوله (أنا العبد قرطك في أذنه مطيعاً وطوقك في عنقه) فهي عبارة فارسية شاعت حتى كنى عن العبودية بالحلقة في الأذن. وقوله:(هيفاء لا تسع العيون جمالا) فتسع هنا تشبه كنجد بالفارسية
ومن الألفاظ الفارسية أو العربية المستعملة على الأسلوب الفارسي قوله في مدح السلطان محمود:
إذا ما ركب الفيل ... لحرب أو لميدان
رأت عيناك سلطانا ... على كاهل شيطان
ففي هذا إشارة إلى قصة طهمورث والشيطان.
وقوله:
عند فديتك جدي ... شويته بمضيره
فان أتيت فخير ... وأن أبيت فخيره
فالخيرة فارسية معناها الحيرة أو اللغو. ولذلك قال الصديق الذي أرسل إليه هذان البيتان: لا نبيع الخير بالخيرة وأجاب الدعوة. وقوله:
يا بن النبي كفاني ... من الثناء وبسي
بسي بمعنى حسبي، وهي كلمة بس المستعملة في العامية المصرية.