للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فرض أنه بعيد من الروح الإسلامي

أسمعوا يا أيها المجادلون بلا بصيرة وبلا يقين

أنتم اعترفتم بأن الإسلام يعرف العقل ولا يعرف الروح، بدليل أنه في نظركم ليس إلا مجموعة قوانين

وهنا الخطر كل الخطر، الخطر عليكم لا عليه، فالخطأ في الحكم المدني أو الجنائي لا يحتمل الجدال، لأن نقضه أسهل من السهل، بسبب ارتكازه على العقل، فلو كانت القوانين التي أذاعها الإسلام واهية الأساس، لثار عليه المشرعون في جميع بقاع الأرض، وعدوه أسطورة بدوية منقولة عن سراب الصحراء

ولا كذلك الخطأ في الحكم الروحي لأن الحكم الروحي غير محدود بحدود، فمن حق كل روحاني أن يسفه من يخرجون عليه، بحجة أنهم محجوبون عن الروح، وذلك باب يدخل منه الدخلاء والأصلاء على السواء

وإذن يكون الإسلام تحدي جميع الديانات، تحداها بالعقل قبل الروح، تحداها بما لا يجوز فيه الخطأ، وهو التشريع، تحداها بالنبي الأمي، ليعرف من لا يعرف أن وحي السماء فوق إيحاء الكتاب

ماذا أقول؟ هل بددت الشبهة؟ وكيف والكلام إلى هنا يؤيد القول بأن الإسلام دين العقل، وليس دين الوجدان؟ أقترع الحديث فأقول:

إن التهمة صحيحة، تهمة الإسلام بأنه لا يقصر اهتمامه على الشؤون الروحية، وإنما يوزع اهتمامه على كثير من الشؤون العلمية والاجتماعية والمعاشية، وهنا المطعن الذي لا ينفع فيه علاج (؟!)

إسمعوا، ثم اسمعوا، يا أيها المجادلون

كل ما يعرف المسلمون من العلوم والفنون والآداب والقوانين ليس إلا وسائل لغاية صريحة هي خدمة القرآن، والقرآن وحي من الله، وبخدمة القرآن نتقرب إلى الله

علوم النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع علوم تساعد على فهم القرآن، فهي وسائل أدبية لغاية دينية، فنحن نتقرب بها إلى الله

وعلم الفقه ينظم المعاملات بين الناس، ليعرفوا سبيل النجاة من غضب الله، فنحن بعلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>