وللدكتور زكي مبارك مشخصات أسلوبية معروفة لقراء هذه المجلة. وقد ظلمه الأستاذ العقاد حين جرد أسلوبه من (مقومات الشخصية)، ومشخصات أسلوبه أكثرها (أنماط) جامعية.
فهو يكثر من (على التحقيق) و (النص على كذا)، و (هذا معناه) و (هل يمتري منصف في كذا) و (الحقائق الأدبية) و (في الأثر) و (الوارد هو كيت). . . هذا إلى ما تفيض به مؤلفاته من روح الاعتداد بالنفس والزهو الذي أعجب به من زكي مبارك ولا أعيبه عليه. . . ولله ما أطرف ما يجيب به حين يسأل عن هذا فيقول: زمان لا يريد أن ينصفني فلماذا لا أنتصف منه لنفسي!
ولكل من شعرائنا أسلوبه الخاص كذلك، ولولا خشية الإطالة لضربنا الأمثال الكثيرة لذلك، وحسبنا أن نشير إلى اشتراك رجلين من أقطاب شعرائنا الشيوخ في فخامة العبارة وقوة النسج وتخير الألفاظ التي تأتي في قصائدهما كأنها خارجة من كفى لأل؛ أما هذان فهما الجارم ومحرم، وإن لم يصعب على الناقد البصير أن يميز كلا منهما عن الآخر مع اشتراكهما في هذا السبيل.
ومن شعرائنا الشباب عدد كبير يستطيع الناقد كما يستطيع القارئ العادي أن يدل عليهم من أشعارهم وإن لم تحمل أسماءهم، ومن هؤلاء الشعراء الشباب من أغرم بألفاظ خاصة وعبارات بعينها تشيع في معظم منظوماته، وهي مع هذا لا تنقص من قيمة شعره شيئاً، إن لم تكسبه ميزة جديدة فوق ميزاته الكثيرة الرائعة.