تهاويل شخصية ليست نتيجة لطبيعتي إن في كثير أو قليل. أما رغبتي في الخلود فهي ظاهرة أولية عامة لها أساس في الطبيعة الإنسانية كلها)
أما الاعتراضات التي تثار ضد عقيدة خلود النفس فقد تكفل بالرد عليها الكاتب الفرنسي شاتوبريان في كتابه:(عبقرية المسيحية)(القسم الأول، الكتاب السادس، الفصل الرابع). وهذه الاعتراضات كلها يمكن أن تنحل بسهولة، إذا عرفنا أنه لا يجب علينا أن نتخذ من جهلنا لبعض التفاصيل والجزئيات ذريعة للقول بفساد العقيدة كلها. ويعجبني في هذا الصدد قول ترتليانوس (أبن لي الحالة التي أنت عليها، أقل لك الحالة التي ستصير إليها)
زكريا إبراهيم
حول ختان البنات في مصر
كتب الدكتور الفاضل (ع. أسامة) في هذا الموضوع الهام مقالاً ممتعاً في رقم٥٤٤ من مجلة (الرسالة) الغراء، وقد ورد فيه بعض نقط دفعتني إلى ما يأتي:
يقول الدكتور الفاضل:(تختص مصر بهذه العادة دون سائر بلاد العالم المتمدن، إذ لا يشاركها فيها سوى قبائل السودان وأواسط أفريقيا). والواقع أن الشعب السوداني كله مختص بهذه العادة، ولم يستطيع الخلاص منها رغم الجهود العظيمة التي يبذلها شبابه وشيوخه بين حين وآخر أملاً في أن يقلع هذا الشعب المسلم عن هذه العادة الضارة
وقد كتب الدكتور السوداني سيد أحمد عبد الهادي مقالا عام ١٩٣٩ في جريدة النيل السودانية مشابهاً لما كتب الدكتور أسامة عن هذه العادة، وبناء على ما جاء في مقال الدكتور سيد أحمد أفتى فضيلة مفتي السودان بما يحرم ختان البنات بهذه الطريقة التي كتب عنها الدكتوران. وتسمى عندنا (الفرعونية). والمعروف أنها انتقلت إلى السودان من مصر. وقد كان لإثارة هذا الموضوع آنذاك آثار حسنة ظاهرة، ولكنها ما لبثت أن اختفت مع مرور الأيام. وأكبر الظن أن الدافع إلى الدكتور السوداني إلى الكتابة في هذا الموضوع كان ما تتكبده المرأة السودانية من ألم وصعوبات عند الوضع. الأمر الذي يترتب عليه كثير من حوادث الوفيات بين النساء
أما سكان أواسط أفريقيا الوطنيون فهم قوم ما زالوا على الفطرة، ولم ينتشر بينهم ختان