البنات والأولاد على أية طريقة ما إلا في اندر الحالات التي لا تبرر ذكرهم في كلام الدكتور أسامة. ومع ذلك فقد لا ينعدم بينهم (الخرافات المتعلقة بالاعتقاد في إصابة بعض النساء بالجن والمشايخ والأسياد، وما يجده الدجالون من سوق رائجة بينهن باستغلال هذه المعتقدات)، ولهذه المعتقدات في أواسط السودان وشماليه أثر ظاهر يماثل أثرها في مصر، ولكنها في جنوبيه لا يوجد لها أثر مرتبط بهذه الناحية
هذا ما عن لي أن أذكره شاكراً للدكتور أسامة جهوده وغيرته، وأرجو أن يوفق فيما دعا إليه. خصوصاً في هذا الظرف الذي يحتم على أبناء الشرق أن يصلحوا من حالتهم الاجتماعية التي هي أساس كل تقدم يرمون إليه
(وادي حلفا)
سليمان نجيت
في الصديقة بنت الصديق أيضا
كان الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد منصفاً كل الإنصاف في اختيار العنوان لرده على المآخذ التي وجدتها أنا وبعض الفضلاء في كتابيه:(الصديقة بنت الصديق) و (عبقرية الإمام)، ولكن ما أجاب به عن الأمرين اللذين أخذته بهما لم يصب عين ما أردت منهما، لأنه جرى فيما أجاب به عن الأمر الأول على مذهب ضعيف للنظام في الصدق والكذب، وهو أن الصدق مطابقة الخبر للاعتقاد، والكذب عدم مطابقته له. والصحيح مذهب الجمهور في الصدق والكذب، وهو أن الصدق مطابقة الخبر للواقع والكذب عدم مطابقته له. فالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأى شبهاً بينه وبين ابنه إبراهيم يرى أنه يشبهه في الواقع، وعائشة حين قالت له إنها لا ترى شبها بينهما، ترى أنه لا شبه بينهما في الواقع، وفي هذا تكذيب له غير لائق، ولا سيما أن ألسنة المنافقين كانت تلوك في أمر مارية حين سأهم ولادة إبراهيم ما لاكوه في عائشة، وهي أكبر من أن تقابل النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القول الذي يرتاح له أعداؤه من المنافقين. وقد قال الأستاذ العقاد:(فالتكذيب هنا إنما يكون إذا قالت إنك يا رسول الله لا ترى شبهاً بينك وبين إبراهيم. أما أن تقول عن نفسها إنها ترى الشبه وهي لا تراه، فذلك هو الكذب الذي ينبو عنه مقامها). وإني أقول إن هذا