أنني رجل روسي وهو ليس تحت رعويتك الباباوية الخسيسة، ولكني مدني من مملكة يجب حتى على ملكها أن يحترم قانونها ويطيعه إن في استطاعتك أن تحكم علي حتى بالموت، إذا أحببت، ولكنك لن تستطيع أن تنفذه فيَّ ولن ينفذ الملك، حكمك، لأن الأمر يجب أن يعرض على مجلس الأعيان. إن الرومانيين يحنون قامتهم ويركعون أمام جموع خدامك وأجرائك، ويحملون على أعناقهم نير الذل والعبودية عن كتاب الرومان الجبناء. . . ولكن هذه الحال لن تكون معنا. فحيثما يحكم القانون؛ فلا العرش، ولا الملك، ولا الحاكم، بمستطيعين أن يفعلوا ما يريدون، فالحكم لا يكون إلا للقانون وما يشرّع. إنه لن يقول، حالما تشير إليه بأصبعك، أو تبهر عينيه بخاتم الصياد السحري الذي في يدك، يا ستانسلوس أوجاخوفسكي! إن البابا يوليوس يريدك أن تذهب إلى المنفى، فيجب عليك أن تذهب، ولكني أُؤكد لك أن الملك لا يمكن أن يريد ما تريد أنت؛ فإن قوانيننا لا تسمح له أن يسجن أو ينفي أي شخص لم تحكم عليه محكمة خليقة بالحكم)
وأدرجت أعمال أجاخوفسكي ضمن القائمة السوداء في الفهرس البابوي، وأعلن الكتاب الكنسيون أنه خادم من خدم الشيطان
ولكنه بدل أن يرتدع بمثل هذه التصرفات، فقد انفجر ثائراً بتجريحات أقوى، وكتابات أعنف، وإليك مثالاً من مخاطبته للبابا بول الرابع:(بما أن هذا المكروه العربيد المعتوه الأخرق، الذي يسمى نفسه بول الرابع، قد أخرج موسى والمسيح من الكنيسة، فإني سأتبعهما بملء حريتي ورغبتي؛ فهل أستطيع اعتباره شيئاً حاطاً بكرامتي أن أكون زميلاً لهذين اللذين يسميهما الأخرق البغيض هرطيقين؟ هذا سيكون شرفاً لي وتاجاً يتوج رأسي. إن إهمال التعاليم القديمة أفسدنا وأذلنا وجردنا من شرفنا. يا بول! حذار أن تجر على إبرشيتك الخراب الأخير. نظف المدينة من جرائمها، واستأصل بذور الخسة والدناءة فيها، ولا تجر وراء الأرباح التي تجنيها لمصلحتك إني سأشرح لمواطني، بكل صراحة ووضوح، أن الفساد الروماني يضر الكنيسة ويؤذيها أكثرمما التواء اللوثرية)
بهذا وبمثله كان يخاطب أوحاخوفسكي الباباوات الرومانيين. وهو لم يكتف بذلك. فقد تناول هذا البابا في رسائل أخرى بالتجريح العنيف، وحمله من المذمات والقدح والشتم حملاً هائلاً، ثم بدأ مؤلفاً جديداً - لم يطبعه - ولكن بعض أصدقائه حدث أنه رآه مخطوطاً