وقرأه، وهو في هذا الكتاب وعنوانه - خلع روما - أو شئ شبيه بذلك يفضح جرائم وأغلاط الباباوات، ثم أعلن أنه سينضم إلى الكنيسة اليوبانية التي كانت وقتئذ المذهب الشائع للجزء الأعظم من سكان مقاطعة جاليسيا
وفي بعض ثورات أُوجاخوفسكي الهجومية، غير المتصلة ذكر بعض الحقائق اللاذعة المؤلمة
فقد بين أن الأقسام التي يقسمها المطارنة للأبريشية البابوية تمنعهم أن يكونوا رعايا أُمناء للملك
وقال - إنه تقلد مطران كاثوليكي روماني منصب عضو في الأعيان، فمن الضروري أن يكون خائناً لبلده، لأنه سيفضل منفعة روما على مصالح مليكه؛ فهو سيقسم يمين الطاعة للبابا، ثم يقسم بعد ذلك للملك
ووجه أوجاخوفسكي الخطاب إلى الملك، قال - وإن هذا القسم لينسخ حرية المطارنة، ويجعلهم جواسيس على الشعب وعلى الملك، إن هيئة الأكليروس العليا بتطوعها لقبول هذه العبودية قد دخلت في مؤامرات خسيسة ضد بلادهم نفسها، وعلى الرغم من تآمرهم ضدك وضد عرشك، فهم لا يزالون يحتلون مقاعدهم في مجلس الشورى. لقد فحصوا خططك واستقصوها، ثم بلغوها إلى رئيسهم الأجنبي)
وقال أوجاخوفسكي في موضع آخر عن هؤلاء الأكليروس (دعهم يعمدون ويبشرون، ولكن لا تدعهم يوجهون أعمال الدولة وشئونها. وإذا كانوا يريدون - على الأقل - أن يحتفظوا بمناصبهم في مجلس الأعيان، فدعهم يبرأون من طاعتهم لروما)
هذه الآراء الجريئة ذكرها أوجاخوفسكي في كتابه البابا الأكبر، الذي نشره بلا توقيع في سنة ١٥٥٨، ولكن المعروف المشهور إن هذا الأثر كتب بقلم أوجاخوفسكي
وقد أثمرت هذه الآراء، وهذه الثورة التي ثارها ذلك الرجل الفاضل الجريء، في القرن السادس عشر، ثمراً طيباً حتى في عصره، فقد اشتد النضال بين أنصار الباباوات وبين أنصار المجددين، واستعرت نار الشحناء بينهم واتسعت رقعتها، وعمت أرفع الطبقات، ومنها طبقات الأمراء والأشراف ورجال الأكليروس وخدمة الدين عامة، حتى أن قسيساً حكم عليه بالموت حرقاً لأنه كان يدعو للمذهبين جميعاً ولقيت إحدى السيدات نفس الجزاء