* قال أبو العيناء: دخلنا على العتبي نعوده وقد مرض، فقال: ما أجزع من الموت كجزعي من (أبي مسلم الخلق) لأني أخاف أن يرثيني كما رثى الأصمعي
* قال الهيثم السمري: حدثني شاعر من موالي بني تميم كان يألف أبا نؤاس، وكان أديباً طريفا قال: دخلت على أبي نؤاس في علته التي مات فيها، فسر بدخولي عليه، ونشط؛ فقلت له أعرض عليك شعراً لي؛ فقال: أعلى هذه الحال؟ فقلت له: أنت بخير حال. وأنشدته إياه فجعل يبكي، فقلت له: لم تبكي؟ لك بسائر اليهود والنصارى والملوك أسوة. . . فقال لي: كم تظن من شاعر قد مدح بأحسن من شعرك هذا فكان ثوابه أن صفع حتى عمى، وأنا أسأل الله أن يرزقك ما رزقهم فقال له مالك لا شفاك الله!
* أنشد رجل الفرزدق شعراً له وقال له كيف تراه
فقال: لقد طاف إبليس بهذا الشعر في الناس فلم يجد أحمق يقبله سواك
* قال السجستاني: أنشد رجل ابن مناذر قصيدة، فجعل يقول: غفر الله لك، غفر الله لك! فلما فرغ قال: ردها على شيطانك لا يمتن بها عليك
* قال الطبري في تاريخه: قال محمد بن سلام كان المهدي يقعد للشعراء فدخل عليه شاعر طويل اللحية، فأنشده مديحاً له فقال فيه:(وجوارٍ زفرات) فقال المهدي: أي شئ زفرات؟ فقال له: ولا تعلمه أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: لا. قال: فأنت أمير المؤمنين وسيد المسلمين لا تعرفه، أعرفه أنا؟ كلا والله. فقال المهدي: ينبغي أن تكون هذه الكلمة من لغة لحيتك.
* أنشد رجل أعرابياً شعراً وقال له: هل تراني مطبوعاً؟
قال: معم على قلبك
* قال الصولي في كتاب الأوراق والمرزباني في الموشح: سمع أحمد بن يوسف الكاتب لأخيه شعراً قد كتب به إلى هوى له فكتب إليه أحمد: وفقك الله (يا أخي) للسداد، وهداك للرشاد، قرأت لك شعراً أنفذته إلى من تخطب مودته، وتستدعي عشرته، فسرني شغفك بالأدب، وساءني اضطرابك في الشعر، وليس مثلك من أخرج من يده شيئاً يعود بعيب عليه، وأعيذك بالله أن تلج لجة الشعر بلا عوم ينجيك منها، وسباحة تصدرك عنها، فتنسب إلى قبيح أمر هويت النسبة إلى حسنه، فاعرف الشعر قبل قوله، واستعن على عمله بأهله،