الحب أمر هين، وكله ينطوي في (التبلور) صاحب نظرية (التبلور) هو ستاندال الذي وقف حياته على الحب. وكان الحب، كما قال، أعظم الأعمال طراً لديه، بل كان شغله الشاغل الوحيد
لقد خص به كتاباً من الكتب العظام. . . وروايات من الروايات العجاب. ولئن بحثت عن فلن تجد فيها غير الحب
ترى كيف يولد الحب، وكيف ينمو!
أجاب ستاندال، في الباب الذي عقده عن في كتابه: هذا السؤال وهاك ما يحدث في النفس
١ - الإعجاب، يلمح المرء الفتاة فيعجب بها
٢ - ثم يحدث نفسه، ما أحلاها لذة أن يقبلني أو أقبلها إنها لطيفة، جميلة
٣ - ثم يأمل أن نراها وأن تراه. ويرقب ذلك. . .
٤ - وعندئذ يولد الحب
٥ - ويبدأ (التبلور) الأول، فيشعر المحب بلذة ما بعدها لذة، وهو يخلع على فتاته الجمال والكمال، طوال يومه، في الطريق، وفي الكتب وفي السرير، وعند الطعام. . . وما يزال يزينها ويزوقها حتى تغدو آية الجمال في الأرض، ويحدث بها كما يحدث بغصن شجرة أجرد، إذا رموه في أحد مناجم الملح في (سالزبورغ). إنه يبقى شهرين أو ثلاثة شهور فإذا أخرجوه ألفوه غصناً من بلور، يتلألأ ويرف، وقد رصع ببلورات لماعة من الملح كأنها الدر تخطف الأبصار وتفتن القلوب. فإذا رآها إنسان غير من ألقاها، لم يدر قط أن هذه الدرر كانت ذات يوم غصناً كالحاً أجرد. . .
وما يسميه ستاندال (التبلور) هو تزيين الحبيب حبيبته وخلع المحاسن عليها ليل نهار. فإذا تم هذا التبلور كانت المحبوبة في عيني من يحبها أجمل مخلوقة في الدنيا. إنها الجمال نفسه، ليست من البشر، ولا كواحدة من النساء، إنها ملك كريم
ثم لا يسمع بشيء لذ إلا تمنى أن يلذه معها، ولا يخطر بباله سعادة إلا هفا قلبه، من أجلها إليها
ومن الملاحظة أن هذا التبلور ضرورة لابد منها. فالمحب إذا لم تتجدد محاسن محبوبته في