نفسه، وإذا لم يتخيلها كل يوم ذات حسن لم تكن بلغته أمس، فإنه لا شك يمل، لأنه في الحال النفسية تلك يعزف عن كل رتيب ثابت، ويريد كل طريف جديد. وفي أعمال (التبلور) صور فيها كل الطرافة، وكل الجدة
على أن هذا المحب ما يلبث أن يقلق ويضطرب فلم يضطرب؟
٦ - إنه يشك في حبه، وبلوغ أمله فبعد أن تضحك له المنى، يحس القلق يرتع في نفسه. يود أن تكون لذائذ الدنيا كلها طوع يديه، لينعم بها، هو وفتاته. ولكن اللذائذ لا توانيه، والعادة لا تأتيه
٧ - وعندئذ يبدأ التبلور الثاني إن فكرة حرمانه الحبيبة تدفعه إلى تمجيدها وتزيينها. ويقول لنفسه (إنها جميلة كل الجمال. ليس في الدنيا أجمل منها. إنها لتنظر إلى نظرات باسمات. فهي إذن تحبني) ولكنه يتساءل: هل من سبيل كي أنال آية حبها؟ أتحبني أم تخدعني؟
فإذا كان الوصل بعد ذلك، فالتبلور يقف، وربما ذاب. وإذا كان الهجر، فهو يعود ويزداد
ويذهب ستاندال إلى أن التبلور يحدث سريعاً عند المرأة. لأنها على زعمه، أرهف حساً، وأرق قلباً , ثم إن لديها الوقت الوسيع لذلك. فهي تطرز وتفكر فيمن تحب. وهي تخيط وتتمثل من تهوى. عمل يدوي دائم، يرافقه حلم جميل باسم. وبهذا الحلم وذاك العمل تخلع الفتاة على من تحب أروع الصفات التي تود أن تكون في الرجل
ويعتقد ستاندال، خلافاً لبرناردشو أن الرجل في الحب يهاجم، وأن المرأة تدافع. وأنه يطلب، في حين أنها ترفض. وأنه يكون نشيطاً متوقداً، وتكون هي مذعورة مرعوبة. . .
والمرأة تتساءل عند برناردشو، كيف أغرى محبي. والرجل يقول، كيف أنجو من أسرها، وكيف أصبح طليقاً. أما ستاندال فيعتقد أن الرجل يتساءل:(هل من سبيل كي أنال رضاها) وأن المرأة تفكر في حبه وتقول: ألا يلهو بعد بحبه؟ أثابت حبه أم متقلب؟ لأن النساء يخفن ولذلك لا يظهرن حبهن بسرعة. بل ينتظرن أن يبلون محبهن ويثقن من حبه. . .
تلك نظرية التبلور عند ستاندال الفرنسي، وبعض آرائه في الحب. وكتابه في هذا طريف لطيف ظريف. وفي أدبنا العربي نظرات كثيرة تشبه نظرات ستاندال وشو، نجدها في