للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سوء العيش قل الغذاء، وكثر العمل، وبلى الثوب، واتسخ الجسد، واعتلت الصحة. ووفدت على القرية حمى التيفوس فلم تجد مناعة في جسم، ولا وقاية من نظافة، فأودت ببني الأربعة واحداً بعد واحد. ونجت منها زوجتي لتندبهم في الثواكل حتى لا يترك أولادي الحياة من غير عرس ولا مأتم. ثم أمعن القدر في ابتلائه: فانتشر في الماشية وباء التسمم الدموي، فنفقت البقرة، وهلك الحمار، وأصبحت الدار والحمد لله خلاء مما صأى وصمت! أما بقية القصة فإنك تقرأها الآن في وجهي. وإذا جاز أن يكون لمثلي بعد ذلك رجاء، فإني أرجو من الله الموت ومنك الكفن!. . .

احمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>