قرأنا لكم كتابكم العظيم (الكون العجيب) فحمدنا لكم هذا الصنيع إذ تنفذون إلى أعماق الكون وسرائر الوجود بفكر ثاقب وقلب مؤمن، وإذا أنا أطالع في مقدمة (ابن خلدون) عثرت على اصطلاحات فلكية لا أكون مجانباً الصواب قلت إن أكثرها يحتاج إلى دراسة عميقة حتى يتبين منها ما أظهر العلم الحديث صحته أو بطلانه. وكان ما استوقفني من هذه الاصطلاحات قوله: ص ٤٩ طبع مصطفى محمد (وقد تبين في موضعه من الهيئة أن الفلك الأعلى متحرك من المشرق إلى المغرب حركة يومية يحرك بها سائر الأفلاك في جوفه قهراً، وهذه الحركة محسوسة)؛ فما هو الفلك الأعلى وما عوامل قسره سائر الأفلاك على الحركة، ثم ماذا يعني العلامة ابن خلدون بقوله وهذه الحركة محسوسة؟ وبد هي أننا حين قرأنا قول الشاعر:
لم نتعمق الفكر ولم تدفق الحساب مع الشاعر؛ إذ قصارى المعنى الشعري أن الحياة سائرة والمخاطبين جامدون: أما ابن خلدون الباحث الاجتماعي الذي شرقت آراؤه وغربت؛ فلا بد من مناقشته وعرض آرائه على بساط البحث
فإلي الأستاذ الكبير قدري طوقان أسوق الحديث.
إبراهيم السعيد عجلان
استدراك
جاء في مقالي عن الشاعر الإنجليزي (شلي) في العدد ٥٤٩من الرسالة: (أنه سافر حدثاً ليلتحق بكلية إتون بأكسفورد)، وصوابه: ثم بأكسفورد، أي الجامعة الشهيرة وهي التي طرد منها الشاعر أخيراً. إذ كما يعلم القارئ اللبيب أن لا علاقة بين المؤسستين على الإطلاق