عصبية متصلة ببعضها تمام الاتصال، والثاني وهو الجزء الأبيض المكون من خيوط دقيقة تقوم بمهمة أسلاك التلفون، وتوصل الخلايا مع بعضها كما توصل بين الخلايا وأجزاء الجسم المختلفة.
والخلية العصبية هي وحدة المخ التي تساهم في تكوين العقل بأقسامه الثلاثة، ففي كل خلية جزء من المعلومات والإحساس والتمييز الخ. والعقل التام أو قيام المخ بوظيفته كما يجب لا يمكن أن يكون إلا عن طريق الاتصال الكلي بين جميع الخلايا، وبهذا يمكن تبادل المعلومات والإحساس والتمييز بين الخلايا فيؤدي المخ وظيفته على أحسن حال. وكلما كان هناك ما يمنع اتصال الخلايا كان هناك أيضاً فكر غير ناضج ورأي غير معقول. وليست فائدة الاتصال بين الخلايا مقتصرة على تبادل المعلومات. إذ أن تسجيل التجارب والأفكار يحدث بواسطة هذا الاتصال على قواعد الاصطحاب والقرينة فالمعلومات المتشابهة أو المتضادة تسجل في خلايا متجاورة أو متباعدة، ولكنها متصلة ببعضها
ولما كان المخ البشري من الوجهة التشريحية الميكروسكوبية متماثل من جميع الوجوه - سواء في ذلك المخ الزنجي ومخ الرجل الأبيض، وسواء في ذلك أفتى وأغبى رجل - فإن اتصال الخلايالا يتوقف على كثرة أو قلة الخيوط الدقيقة، أو على مقدار تفرع هذه الخيوط كما يتوقف على العوامل النفسية والعقلية الأخرى
فالعوامل النفسية إذن هي التي تمنع الاتصال بين الخلايا. وأكثر هذه العوامل هو ما يكون بفعل المشادة بين اللاشعور والشعور، أو بمعنى أدق بين اللاشعور والضمير - أو بين ما يسميه فرويد وهو يقصد بكلمة لبدو كل الجهود التي ترمي إلى إشباع شهوة النفس وبكلمة الجهود التي ترمي إلى حفظ النفس وجعلها ملائمة لمقتضيات الوسط الذي تعيش فيه
هذه المشادة بين اللاشعور والضمير هي التي خلقت العواطف في الإنسان وخلقت فيه التردد وعدم البت في الأمور، وهي التي كثيراً ما تحول دون تمام الاتصال بين الخلايا، فيكون الفكر والرأي والتصرف غير ناضجة من الوجهة العقلية السليمة. وهي أيضا التي تمهد السبيل إلى الأمراض العصبية المختلفة
وليس هذا الاتصال المباشر بالخيوط الدقيقة - هو الاتصال الوحيد بين الخلايا. فان هناك اتصالا آخر غير مباشر وهو اتصال يمكن تشبيهه بالاتصال اللاسلكي بين المحطات