للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المختلفة

هذا الاتصال الأثيري قد يكون موجودا، ولكنه نادر وقليل الحدوث بين خلايا المخ الواحد، وهو مع ذلك شائع وكثير الحدوث بين الخلايا التي لا تنتمي إلى مخ واحد. وهذا هو سبب ما نسميه توارد الخواطر وسبب الرؤيا الصادقة. ومن منا لا يذكر انه أراد مرة أن يقول كلمة فسبقه مخاطبه بقولها؟ ومن منا لا يذكر انه كان يتكلم مع صديقه عن شخص ثالث، فإذا بهذا الشخص الثالث يحضر على الأثر؟ ومن منا لا يذكر انه رأى شيئاً في الرؤيا فإذا به يراه في اليقظة في اليوم التالي؟

وهكذا نرى أنه قد يكون لكل رؤيا تفسيران - التفسير الأول وهو الثابت في جميع الرؤى هو التفسير التحليلي الذي سبق أن تكلمنا عنه. وأما التفسير الثاني الذي يتعلق بحوادث اليوم الأول أو الأيام القليلة التي تلي ليلة الرؤيا فانه، فضلا عن كونه قليل الأهمية في الغالب لا يمكن معرفته قبل حدوثه بالفعل، فهو نادر الحدوث، أي أن الرؤيا التي لها تفسير من هذا القبيل قليلة ونادرة. فالتفسير التحليلي إذن هو الأهم وبواسطته يمكن معرفة رغبات الإنسان الكامنة فيستدل على مواطن المرض العصبي ويستأصل من جذوره

هذا وقد حاول الكثيرون التخلص من الأفكار الذاتية المخطئة بطرق شتى

١ - الإيحاء

٢ - الإيحاء الذاتي

٣ - الجمع بين الطريقتين السابقتين وهي طريقة (وهي التي يسميها '

٤ - التنويم المغناطيسي. وعيبه أنه يؤثر تأثيرا بيناً في شخصية النائم. على أن هذه الطرق الأربعة مع إمكان نجاحها في الحالات البسيطة، فهي كثيراً ما تفشل، ذلك لأنها لا تؤثر إلا في الحركات والألفاظ أو الأعراض العصبية الأخرى التي سببتها الأفكار الذاتية الكامنة، ولكنها لا تؤثر في هذه الأفكار نفسها. ولذا فان هذه الأعراض قد تختفي لتحل محلها أعراض أخرى أخف أو أشد منها على حسب الظروف. ولو تسنى معرفة هذه الأفكار أو الرغبات الكافية لعرضت على العقل المميز وبت فيها ولخرجت إذن من العقل الباطن وأصبحت غير قادرة على ما كانت تسببه قبل ذلك

وفيما بعد سنتكلم عن الإيحاء والتنويم والاتصال الأثيري والتحليل النفسي مع شيء من

<<  <  ج:
ص:  >  >>