أنا كنت أجد، وما خطر في بالي أنكم كنتم هازلين، وجد الهوى جد، وهزله جده لو كنتم تعقلون
هل كنت حين أناجيكم أناجي وثناً بلا روح؟
لو ناجيت الصخر لأنطقته بألطف المعاني، فكيف عجزت عن رياضتكم على الوفاء؟
ما أشد حزني على ما ضيعت من ليالي وأيامي!
لم نكن نعرف ما النهار وما الليل
أيام لا أدري وإن سألتِ ... ما الفرقُ بين جُمعة وسبْت
ولم نكن نعرف أن للدنيا غدرات ينبو فيها جنب عن جنب وقلب عن قلب، فترحلون عن مصر الجديدة إلى حلوان، وهي بهجركم أبعد من أسوان
لو كنت أعرف أن فيكم خيراً لجعلت داركم داري ولو سكنتم في مقبرة تشرف على عالم الفناء، ولكن القدر أراد ما أراد فانتزع حبكم من فؤادي، فأنا اليوم بلا حب وبلا فؤاد
أن إقامة صرح فوق أثباج البحر أبقى وأثبت من الحب الذي أقمته فوق روحكم، والروح من الروح وهو النسيم وليس للنسيم ثبات
انقضى عهد الحب، انقضى بالرغم مني، فما فارقتكم إلا بعد أن صح عندي أن هواكم لم يكن إلا أسطورة لفقها الخيال
أينتهي غرامنا بمثل هذه النهاية فلا أسأل عنكم ولا تسألوا عني؟
وهل كان البهاء زهير ملهماً حين عبر عما أريد فقال:
ملكتموني رخيصاً ... فانحطّ قدري لديكم
فأغلق الله باباً ... دخلت منه إليكم
حتى ولا كيف أنتم ... ولا السلام عليكم
لن نتصافح إذا التقينا مصادفة في شارع فؤاد، فالمصافحة من الصفح، ولن أصفح عنكم أبداً، ولو ضمنتم أن تعود معكم أيامي السوالف وليالي الخوالي
أنا فرح بما صرتم إليه، فقد أنجاكم الله مما ابتلاني
ولكني حزين مما صرتم إليه، فلن تعانوا اشتجار العواطف بعد فراقي، واشتجار العواطف هو أثمن ما تتغذى به القلوب