أما دعوة هذا النفر من الأدباء المصريين للاجتماع بالمكان الذي عينوه، والزمان الذي حددوه، فهو ما ندعو له بالنجح والتوفيق. ونصيحتنا إلى المتشائمين أن يخففوا من تشاؤمهم، وأن يجعلوا الصفاء والأخوة الكريمة السمحة ديدنهم، وأن يطهروا قلوبهم من السخائم الأدبية الفارغة، فاعتصامهم بحبل الله وحبل المودة فيه حياتهم وبأسهم ومستقبلهم الذي ينبغي أن يفكروا فيه من الآن حتى تضع الحرب أوزارها. . . وقد آن أن يتحرك الأدباء فيلموا شملهم بعد أن ملأت القاهرة النقابات، من كل صنف ومن كل نوع، ولا ضير عليهم أن يكونوا آخر من يفكر في ذلك، حتى لو لم يربحوا إلا التعارف بينهم
ولعل أظرف ما نختم به تلك الكلمة هو ما يبديه بعض إخواننا الأدباء من التخوف من نجاح هذه الحركة. . . فهو يخشى إن يمت أن يكثر (معارفه) منهم كثرة كبيرة، ومنهم الأدباء المنتجون الذين يخرجون كل شهر أو شهرين كتاباً، فإذا تم التعارف صحبه الإهداء. . . ويكون مضطراً حينذاك إلى القراءة التي تفرض عليه بهذه الوسيلة فرضاً. . . حتى لا يغضب أحداً إذا سأله عن رأيه في كتابه الأخير مثلاً. . . وقد يكون هذا الأديب المتحرج مشغولاً بقراءة أخرى أهم مما تفرضه عليه الصداقات الجديدة قراءته. . . فماذا يصنع. . . وقد تكون الكتب المطلوب إليه قراءتها سخيفة. . . فما العمل؟! ولا أستطيع أن أقرر إلا أن هذه الملاحظة دعابة لطيفة، وأخشى أن تكون. . . تافهة. . . ولا يسخط هذا التعبير صديقي العزيز. . . الذي أهدى إلى كتابه الأخير، ولن أعفيه من الكتابة عنه.