وأما الأسطورة الثانية التي تتعلق ببني سراج فهي الأسطورة المذكورة في كتاب لانطيونو فالجانس اسمه تاريخ بني سراج وظريفة، ألفه سنة ١٥٥١ وقد استقاه من كتاب لا يعرف مؤلفه اسمه ' ويروي فيه قصة ابن دريز الرامي الذي تزوج سراً من ظريفة ابنة قائد قرطبة والذي أسره قائد الأنتقيرة. ولما صاحبته زوجه عن طيبة خاطر إلى السجن أخذت القائد شفقة على حالها المحزنة، وعلى حبهما وإخلاصهما، وطلب إلى أبيه أن يعفو عنهما، وحصل منه على أمر بإطلاق سراحهما. وقد رويت هذه القصة برقة زائدة حتى إن يقول، يظهر إنها كتبت بريشة من جناح أحد الملائكة واشتهرت هذه القصة شهرة عظيمة واعجب بها وذكرها في دون كيشوت. كتابه ديانا. واستخلص من موضوعها روايته. . . . وكانت القصة باختصار موضوعاً لعدة قصص من اشهرها أجملها ما رواه ' روايته
هاتان هما الأسطورتان، وما تفرع عنهما، ولكن موضوع بني سراج أنفسهم غير متأثر بأسطورة معينة من الأسطورتين كان وحياً للموسيقى المشهور شروبيني فقد وضع فيهم أوبرا مثلت في باريس سنة ١٣٨١ ووضع كلامها ولا تزال بعض ألحانها مشهورة إلى اليوم
كذلك نجد ذكرهم عند شعراء العرب، فهم يذكرون كثيراً، مثلا فيما ألف حول سقوط قلعة الحامة من شعر وغناء.
كذلك أنصفت الأساطير بني سراج كما أنصفهم الأدب والغناء.
قصة شاتو بريان
هؤلاء هم بنو سراج كما يعرفهم التاريخ وكما تعرفهم الأساطير ولكن الذي رفع ذكرهم ليس التاريخ أو الأساطير، وإنما هي قصة ألفها الكاتب الفرنسي المشهور شاتوبريان، وهي قصة (مغامرات آخر بني سراج). وليست القصة عن بني سراج أنفسهم كما يدل عنوانها، ولكن المؤلف اتخذ لقصته بطلا ادعى انه آخر سلالة هذه الأسرة، ولا يغير من القصة لو كان هذا البطل آخر سلالة أي أسرة عربية أخرى شهدت سقوط غرناطة وأصابها ما أصاب العرب جميعاً إذ ذاك.