اشتركت في الحفلة التي تقام لتكريم المربي الكبير الأستاذ محمد بك فهيم، ولكني لم أستطع الوصول إلى مكان الاحتفال بسبب الزحام، فلم يبق إلا أن أحييه بهذه الكلمات
إن لهذا الرجل تأثيراً في حياتي الأدبية، فهو الذي قهرني قهراً على السفر لخدمة العلم في العراق، وكانت حجته أن وزارة المعارف العراقية طلبتني باسمي، وأنه لا يجوز أن أرفض هذا التشريف، وبهذا قضيت في بغداد عاماً هو أجمل أعوام حياتي
وللأستاذ محمد بك فهيم خصائص يجهلها أكثر الناس، فهو على تحضره وغناه لا يزال يقيم في دار أبيه بجوار جامع شيخون، وهو يتصل بالريف كل أسبوع، بحيث يجوز أن أن نعده من أعيان الفلاحين
أما أدب النفس فخصيصة أساسية يمتاز بها هذا الرجل المهذب إلى أبعد حدود التهذيب
ولعل هذه الحلفة تردَّه بحرارتها إلى فورة العافية، فقد سمعت أنه كان مرض بضعة أسابيع
محمد فيهم أحد رجالنا الاماجد، وأنا أشترك في تكريمه بهذه السطور، وهي أقل ما يجب لمن يتحلى بمثل أدبه النفيس