لقيني الأستاذ إميل بك زيدان في مكتبة المعارف فقال:(الفتنة نائمة) فابتسمت وقلت: (ولعن الله من أيقظها!). . . فهل فهم جوابي؟
إنه يشير إلى مقالاتي في مصاولة بعض أدباء لبنان، وأنا لم أكتب حرفاً واحداً في إيذاء الأدباء اللبنانيين، وإنما يتجنى فريق منهم علينا من يوم إلى يوم، ويقعون في أخطاء تنكرها الأذواق، فهل ثار الأستاذ أميل زيدان على تلك الأخطاء، وهو يعرف أن إخوانه هنالك هم الموقظون للفتنة والداعون إلى التفريق؟
لقد تعبت في معاتبة أولئك الرفاق، فما استمع مستمع ولا أجاب مجيب، فهل نلام على تذكيرهم بالواجب؟ وهل يكون من إيقاظ الفتنة أن نصحح تاريخ الأدب الحديث بعد أن طغى عليه التحريف؟
سأقول وأقول إن مصر هي باعثة الأدب العربي بعد أن طال عهده بالهجود، وسأذكر بالتفصيل ما أخذه الأدباء اللبنانيون عن الأدباء المصريين
نحن خلفاء العرب، والمصحف لا يطبع إلا في بلادنا، وسنرفع راية العروبة في جميع الميادين
من هؤلاء؟
جاءت مجلة الأديب البيروتية وفيها اتهام صريح بالدعوة إلى التفريق، اتهام موجه إلى (عصبة) تدعو إلى عزل لبنان عن الأمة العربية، وهي نفسها العصبة التي تتجنى على الأدباء المصريين من حين إلى حين
ولو كنت أعرف أن هذا هو رأى اللبنانيين في تلك العصبة لكففت قلمي عما جرى فوق صفحات جريدة المصري
ولهذا أعتذر لحضرة الأستاذ سهيل إدريس وأتلقى عتابه المنشور في مجلة الرسالة بأحسن القبول
الآن عرفت أن التجني على مصر لم يكن نزعة لبنانية، وإنما هو نزوة تطوف برءوس حرمها الله نعمة العقل، وكتب عليها الخذلان