للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وبالضد من هذا يدعي الأمويون أنهم أحق بالخلافة وأن الحسين قتل بسيف الحق لأنه خرج على الإمام المبايع. وأخذ كل فريق يعزز مدعاه ونغالي في تعظيم الذي يدعو إليه، ويحاول أن ينقص من قيمة الحزب المعارض. وما زال هذا الأمر والمغالاة تزداد عند الفريقين حتى أدى إلى أن تعتقد بعض الفروق المغالبة أن علياً أحق بالنبوة من محمد، وأن البعض الآخر ذهب إلى أعظم من هذا، فادعى ألوهيته. وكذا الأمر في (يزيد) فإن مناصريه ادعوا أنه كان إماماً عادلاً هادياً مهدياً، وأنه كان من الصحابة بل من أكابر الصحابة، وأنه كان من أولياء الله تعالى، ثم اعتقدوا أنه كان من الأنبياء وقالوا (من وقف في يزيد وقفه الله على نار جهنم)، ثم ذهبوا إلى أعظم من هذا فقالوا بألوهيته. وهذا ما يعتقده اليزيدية أن (يزيد بن معاوية) هو ألههم. ونجد قرى (الشبك) والتركمان، والصارلية، والجيجية حول الموصل، والبابوات في قضاء سنجار، وهم الذين يغالون في (الإمام علي) على مقربة من مواطن اليزيدية الذين يؤلهون (يزيد بن معاوية)

٤ - اللعن: بعد أن خدع (عمرو بن العاص) (أبا موسى الأشعري) في مؤتمر (اذرح) صار (الإمام علي) يلعن معاوية وعمراً ومن والاهما بعد كل صلاة، وقابله معاوية بالمثل. وبعد مقتل (الإمام علي) استمر الأمويون يلعنون أبا تراب بعد خطبة صلاة الجمعة. ولما تولى (عمر بن عبد العزيز) الخلافة رفع هذه السنة السيئة ووضع مكانها (إن الله يأمر بالعدل والإحسان. . . الآية)، ولكن بعض أنصار الحزب الأموي المغالين لم ينتهوا عن هذا. فأهل (حرَّان) امتنعوا عن الصلاة وقالوا: (لا صلاة إلا بلعن أبي تراب) واستمروا على ذلك، حتى ظهور الدعوة العباسية. وكان العلويون يقابلون هذا اللعن بأكثر منه، وزادوا فيه بعد واقعة (كربلاء)، وصار اللعن يوجه بصورة خاصة إلى (يزيد). أما الشيخ (عدي) فإنه لما رأى تفاقم الأمر عند الفريقين، وأن هذا مناف للتعاليم الإسلامية، وأن من الصعب أن يكف أحد الحزبين عن لعن الآخر، حرم اللعن مطلقاً. ولكن الفكرة تطورت إلى أبعد من هذا عند اليزيدية، فإنهم حرموا اللعن حتى على الشيطان. ومع أن اللعن صار من المحرمات عندهم؛ فإن يزيدية (جبل مقلوب) استمروا على الطعن في علي وأولاده في أيام الجمعة والعيدين، كما كانت عليه العادة في الدولة الأموية. وكان فيهم فرقة مغالية جداً في اللعن تقف مصلتة السيوف وتلعن (علياً) وأولاده، ويقال لهم (السيافة) واستمر الأمر على ذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>