١ - إن القصة كلها لا أصل لها في التاريخ. ويقول صاحب مقال بني سراج في دائرة المعارف الإيطالية أن ليس لها من الحقيقة سوى الاسم، بنى سراج.
٢ - إن الفكرة الدينية كانت عنصرا هاما في الموضوع، وهي دائما عنصر هام في روايات شانو بريان حتى قصته التي رفعته إلى أوج الشهرة وهيمبنية على الفكرة الدينية.
٣ - تعد القصة من مؤلفات شاتو بريان الثانوية، قلما يقرؤها إلا من كان معنيا بشؤون الشرق والشرقيين. ولكنها برغم هذا من القصص التي تترك في نفس القارئ أثرا بينا، لا من حوادثها فقط ولا من شهامة إبطالها فحسب، ولكن من هذا كله ومن الوصف الدقيق الذي تمتاز به.
٤ - أبطال القصة مرتفعون بشهامتهم وشرفهم ارتفاعا لا يقربهم إلى نفس القارئ، ومما ساعد على بعدهم عن قلب القارئ قلة التحليل النفساني الذي يصل بالقارئ إلى معرفة هؤلاء الأبطال معرفة تقربهم منه، وهو وان كان قد عمد إليه في بعض الأحيان فلا انه لم يوفق فيه. فشخصية ابن حامد وهي أهم شخصية في القصة لا تجد لها تحليلا كافيا ولا تتبينها إلا إذا أسبغت عليها الكثير من خيالك الخاص.
٥ - والمحادثات التي تجري في القصة متكلفة بشكل غريب، وكان أبطالها كلهم ينشئون رسائل أو ينمقون مقالات، وكان لكل هذا أثره البين في إلباس هذه الشخصيات لباساً غامضاً لا يتنوع بتنوع الأشخاص.
٦ - كان المؤلف في قصته وصافاً اكثر منه مؤلفاً قصصياً، والظاهر أن موضوع القصة وأشخاصها لم يهم المؤلف قدر ما أهمه وصف الحمراء وما جاورها.
الترجمة لشكيب أرسلان
ترجم القصة الفرنسية الكاتب المعروف شكيب أرسلان، ولكن الترجمة حرفية، وقد أخلت حرفيّها بكثير من معانيها، وجعلت لها صبغة غريبة لغرابة تراكيبها وتعابيرها. ولو عمدت إلى نقل المواضع التي أفسدتها الترجمة الحرفية لاكترث وأمللت
وقد خلى المترجم ترجمته بأبيات شعر كثيرة مقتبسة غير التي اضطر إلى نظمها ترجمة للأصل الفرنسي الشعري، وكانت هذه الأبيات المقتبسة مما ساعد كثيراً على عدم الانسجام في القصة، فهي وان كانت في نفس المعنى المساقة فيه، إلا ان بعدها عن روح القصة