من قبل أو لم تنشر في الأدب والتاريخ فسد بها المكتبة العربية فراغاً ملحوظاً. . . ولست أدري إن كان يحق لي أن أقترح على زميلي العزيز أن يكرس جهوده كلها للتاريخ الإسلامي؟ وهل يتقبل مني هذا الاقتراح الذي لا ينتقص شيئاً من سعة اطلاعه على التاريخ العام؟ إن قلم الأستاذ أدهم في التاريخ الإسلامي هو قلم ممتاز واسع الإحاطة، جميل العرض وخليق بالقلم الذي أنشأ صقر قريش، والمنصور بن أبي عامر (إن صح أن أبشر بظهوره قبل أن يصدر قريباً إن شاء الله)، وهذه الفصول الضافية التي شملها (تلاقي الأكفاء) عن أبي جعفر المنصور وأبي مسلم الخراساني والحكم أمير الأندلس وبطل وقعة الزاب عبد الله بن علي. . . خليق بهذا القلم أن يفرغ للتاريخ الإسلامي العتيد فيدبج من فصوله كثيراً من الروائع التي أوشكت اليوم أن تنسى. وكم كنا نتمنى لو تذكر الأستاذ المؤلف مصر والمصريين فيترجم في مجموعته البديعة لزوج أو زوجين من أكفائها الذين لا يقلون عبقرية عمن ترجم لهم وقابل بينهم. . . مثل: محمد علي والسيد عمر مكرم، أو محمد علي والبرديسي، أو إسماعيل العظيم وإسماعيل المفتش، أو مصطفى كامل وعلي يوسف، أو المتنبي وكافور. . . إلى آخر ما يزخر به التاريخ المصري من الأبطال الذين تلاقوا وجهاً لوجه، وعسى أن يستدرك هذا في أجزاء الكتاب التالية مع تهنئاتنا الخالصة وإعجابنا الشديد.
٢ - ألوان من الحب
هكذا سمى الأستاذ عبد الرحمن صدقي مجموعة قصصه المترجمة الجديدة. وقراء الرسالة والرواية يذكرون قلم الأستاذ صدقي بمزيد الإعجاب، ويذكرون أنه جيد الاختيار لقصصه إلى حد يثير الدهش، وغرامه الذي لا يحد بالقصاصين الروس والأسبان والفرنسيين معروف مشهور، وقد اختار لنا في هذه المجموعة طائفة لزعماء الأقصوصة وأبطالها وقصرها على موضوع واحد هو. . . الحب. . . ويدفعنا الفضول إلى سؤل الأستاذ عما أدى به إلى إغفال القصاصين الإيطاليين والإنجليز فلم يضمن مجموعته شيئاً من روائعهم. . . فهل هو فاعل في الأجزاء التالية إن شاء الله؟ أما أسلوب صدقي الفني وقدرته على الوصف فسنعرض لهما في غير هذا العدد. . . وكم كنا نؤثر لو أنه تناول بالشرح هذا الفيض الكثير من الكلمات المغربة في ذيل الصحيفة توخياً لمنفعة القراء دون استثناء