للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قوله الجاحظ (ص ٣٠ س ٤): (فتحرز من دخلاء السوء ومجالسة أهل الريب) أهي بالضم أم بالفتح خلاف لا جدي له، فرد الكلمتين في المعنى واللفظ واحد، وإحداهما اسم والأخرى مصدر، وما يذكر بينهما من فروق ليس هنالك. وقد قرء بهما في كثير من آيات القرآن الكريم، كآية التوبة: (عليهم دائرة السوء)، وآية الفتح: (الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء) إلى غير ذلك من الآيات

وبعد، فإن شكرنا للأستاذ الناقد لا ينقضي لهذا التوجه الكريم إلى (مجموع رسائل الجاحظ) ولما جاء في مقاله من نقد عبقري بصير، كما في كلمة (المذاييع البذر) (٤٥: ١)، ولما نبه عليه من أخطاء مطبعية، كلمة (مصارع) (٦٣: ٧) وكلمة (السرف) (٦٤: ١)، وكلمة (يذب) (١٠٣: ٧) وإنا لنأسف أشد الأسف لوقوع مثل هذه الأخطاء على شد حرصنا أن يخلو هذا المجموع منها

ولكن أشد هذه الأخطاء التي نأسف لها أسفاً يعتلج في القلب ورود هذه الكلمة (نسيسنا) (١١٧: ١٤) على هذه الصورة الممسوخة، في أبيات مشهورة. رويت في أمهات كتب الأدب العربي لحماسة أبي تمام وذيل الأمالي لأبي على والأغاني وقد ظن الأستاذ الناقد أنها مصحفة عن (نفيسا)، وهذا ولا ريب تصحيح طيب، ولكنه مرتجل. وصواب الكلمة عندنا (قشيبا)، كما جاءت في رواية أبي على القالي:

وإذا اكتسى ثوباً قشيباً لم أقل ... يا ليت أن على فضل ردائي

وبعد، فهذه كلمات نرجو أن نكون قد أنصفنا بها أنفسنا وأنصفنا بها الحقيقة، وأنصفنا فيها أستاذنا الناقد الجليل والسلام عليه ورحمته وبركاته.

محمد طه الحاجري

<<  <  ج:
ص:  >  >>