في هذا الكتاب أربع وعشرون ترجمة لأربعة وعشرين بطلاً من أبطال الإسلام اختارهم المؤلف الفاضل ليعرضهم عرضاً تاريخياً؛ ليكون للأمة الإسلامية في كل بقعة من الأرض من سيرهم وروائع بطولتهم مثل تدفع الأبناء إلى التأسي بالآباء؛ وتحفزهم إلى العمل على استكمال عدتهم، لتتم لهم كرامة هذه الأمة العربية التي خرجت من ثنيات الوديان وكثبان الرمال ومضارب الصحراء، إلى الممالك العريقة ففتحتها ونشرت عليها راية الإسلام، وبثت فيها تعاليم القرآن.
وهذا المقصد الكريم هو الذي دعا محمود بك نصير في سنة ١٩٢٤ إلى نشر تلك التراجم تباعاً في جريدة اللواء المصري؛ وهو الذي دعاه في سنة ١٩٤٤ إلى جمع تلك التراجم في كتاب واحد، حتى يكون الرجوع إليها سهلاً؛ والاستئناس بها ميسوراً
لقد عبت في كلمة سابقة من (الرسالة) وفي هذا الموضع بعينه على من يجدون في رجال الغرب وفي معارك الغرب مجالاً لأقلامهم وميداناً لكتابتهم؛ فعندنا في تاريخ الإسلام والعرب من تفخر بهم البطولة، وتعتز بهم الرجولة، وتزهى بهم المواقف، وتتباهى بهم المعارك. وفي (القادسية)(واليرموك)(وذات الصواري) وفي (عمر)(وسعد بن أبي وقاص)(وخالد ين الوليد)(والنعمان بن مقرن) شواهد من الخبر
ولقد أنصف صديقنا محمود بك نصير حين أنصت لدواعي دينه، ودوافع إيمانه، فأرضى ربه وقومه وإسلامه بهذا الكتاب الكريم