للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(ب) الشيطان (طاووس ملك)

ويعتقدون أن الشيطان - ويسمونه (طاووس ملك) - أشد هذه الآلهة بطشاً، وأنه أقربهم إلى الله تعالى؛ بل إن سلطانه في بعض الأحيان لا يقل عن سلطان الله جل وعلا، وأنا مختص بالملة اليزيدية. وقد جاء عندهم ورأوه، وينكرون أمر طرد من الجنة. جاء في مصحف رش: (إن الأمم لا تعرف ذلك فنقول إن إلهنا نزل من السماء مطرودا محتقراً ولذا يجدفون عليه، فقد غلطوا بذلك وضلوا، أما عندنا نحن اليزيدية فلا نقبل ذلك، لأننا نعرفه وحدنا وهو واحد من السبعة الآلهة المذكور آنفاً ونعرف صورته وشخصه وهي صورة الديك، فلا يجوز لأحد أن يلفظ اسمه أو ما شابه اسمه كالشيطان والقبطان وشروشط وما شاكل ذلك، ولا لفظة ملعون أو لعنة أو نعلبذ أو ما أشبه، فكلها حرام علينا لفظها احتراماً له. وإذا جدف عليه أحد أو نطق بما شابه ذلك أمام يزيدي يجب على اليزيدي أن بقتله أو يقتل نفسه. أما بقية الطوائف فلا تعرف هذه الأشياء كلها، لأنها لا تعرف طاووس ملك ولا يعرفها ولا ينزل عن حدها. أما نحن معشر اليزيدية فأني عندنا وسلم لنا الآيات والحقائق والقوانين، فصارت كلها بالتناسل وراثة من الوالد إلى ابنه ثم صعد إلى السماء). وفي (مصحف رش) ما يستفاد أن (طاووس) هو المتسلط على العالم الفعال بلا منازع ولا يسمح لغيره من الآلهة أن يتدخل في أمره. قال (طاووس ملك) (أنا موجود ولبس لي نهاية. أنا رتبت منذ القديم تدابير العالم وانقلاب الأجيال وتعرف مديريهم لي تسلط على كل الخلائق، وإلى تدبير مصالح كل الذين تحت حوزتي وقبضة يدي. أنا حاضر سريعاً عند الذين يثقون بي ويدعونني وقت الحاجة، ولا يخلو مني مكان في الدنيا كلها. أنا مشترك في كل الوقائع التي يسميها الخارجون شروراً لأنها ليست تحسب مرامهم) وهو فوق هذا متسلط على بقية الآلهة وهم قاموا بوظائفهم حسب إرادة هذا الرئيس.

ومن لم يفعل ما يأمره به (طاووس ملك)، فإنه يندم. جاء في الجلوة: (لكل زمان مدبر مشورتي. ويندم ويحزن الذي يقاومني. جميع الآلهة ليس لها مداخلة في شغلي. بيدي قوة وسلطة على جميع ما في الأرض فوقاً وأسفل) وطاووس ملك نوصي أتباعه أن يخلصوا لتعاليمه ويدافعوا عنها فإن فعلوا هذا، فإنهم يجدون في أنفسهم لذة وفرحاً وينالون خيراً منه. وأما الذين يقاومونه فإنه يسلط عليهم الأوجاع الأسقام. وهو الذي يعطى. ويمنع والعظمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>