والثروة بيده يعطيها لمن يختاره من بني آدم، ويمنعها عمن يسخط عليه. ويروون حكايات كثيرة تدل على تسلطه على بقية الآلهة، وإنه يفعل ما لا يقدر غيره من الآلهة أن يفعله حتى ولو كانت هذه الأفعال خلافاٌ لأمر الله غز وجل. ومن ذلك: أن الله غضب على عيسى بن مريم مرة فأخذه ونزل به الأرض وألقاه في جب ووضع طبقاً كبيراً من الحجارة على فوهة الجب لئلا يخرج، وبقى هذا المسكين يعاني آلام الوحدة والوحشة والجوع والعطش، وأخذ يستغيث بالآلهة واحداً بعد آخر فلم يجبه أحد خوفاً من الله. وأخيراً خطر بباله طاووس ملك فاستغاث به فما كاد يسمع صوته حتى هرع إلى الأرض وأخرجه من الجب وصعد به إلى السماء. ولما رآه الله جل جلاله سأله من أخرجك؟ قال له: طاووس ملك. فقال له الإله: لا بأس بذلك، لأن طاووس ملك عزيز علىّ ولا أرد له عملاً وأن غيره لا يقدر على إخراجك من محبسك إلا بأمري
أما عدم سجوده لآدم فيعتقدون أنه كان محقاً في ذلك، وكان بفعله هذا ممتثلاً لأمر الله تعالى ولم يخالفه، وإنما نال القربى منه بعد أن حاجه في فعله، وذلك (أن الله عندما خلق السموات والأرض سلم مفاتيح الخزائن إلى طاووس ملك وأوصاه أ، يفتح هذه المخازن كلها إلا واحداً. ولكن طاووس ملك فتح المخزن الذي نهاه الله عن فتحه فوجد فيه ورقة مكتوباً عليها: (لله ألهك تسجد، وله وحده تعبد) فأخذ الورقة واحتفظ بها. ولما خلق الله آدم وأمره بالسجود له أبى، فألح عليه، وأصر طاووس ملك على عدم السجود، وأراه الورقة. فقال له الله تعالى: أفتحت البيت الذي نهيتك عنه؟ قال: نعم. قال له الله:(هرطوقى) باللغة الكردية ومعناها (اذهب إلى الطوق) وهو طوق حديدي يضعه الله في رقبة من يغضب عليه. ولكن الله تعالى لما وجد حجة طاووس ملك قوية وأنه محق بفعله ممتثل لأمره رضى عنه وأرجعه إلى السماء. ويقولون:(هل يمكن أن أحداً يغضب عليه أبوه ويطرده إلى الأبد؟ كلا. إنما غضب عليه ثم رده حالاً احتراماً له)
وأما إغواء آدم وطرده من الجنة، فكان بأمر (طاووس ملك) جاء في الفضل الثاني من مصحف رش: (وأمر جبرائيل أن يدخل آدم إلى الفردوس، ويأمره بأن يأكل من كل الشجر ما عدا الحنطة. وبقى آدم مائة سنة. فقال (طاووس ملك) لله كيف يكثر آدم وأن نسله إن لم يأكل من شجرة الحنطة؟ فقال له الله تول أنت، سلمت الأمر والتدبير بيدك. فجاء (طاووس