ملك)، وقال لآدم هل أكلت من الحنطة؟ أجاب آدم كلا، لأن الله قد نهاني. قال (طاووس ملك) كل من الحنطة فتغدو أحسن، ثم أكل آدم من الحنطة وللوقت انتفخت بطنه وأخرجه من الفردوس وصعد إلى السماء. وكان آدم خزيناً كئيب الخاطر يبكي وينوح. ويعتقدون أن سبب الطوفان الأول هو من استهزاء الجنس البشري الذي تناسل من آدم وحواء (أي اليهود والنصارى والإسلام) بإلههم. ولهذا سلط عليهم (طاووس ملك) المياه وأغرقهم. ثم أعقبه الطوفان الثاني الذي مضى عليه سبعة آلاف سنة حكم به كل إله ألف سنة ينزل في أرض (اليزيدية) لأن كل الأماكن المقدسة عندهم. وفي هذا الزمان قد أقام عندهم (طاووس ملك) وهو يكلمهم باللسان الكردي من عهد آدم إلى الآن وجميع وصاياه وتعاليمه أملاها عليهم بهذه اللغة لقدمها
وإن سبب مقاطعتهم للعن وما أشبه هذه اللفظة فإنه بدأ في زمن (الشيخ عدي الكبير) وذلك لأنه عندما وجد تفاقم أمر اللعن عند الحزبين الأموي والعلوي - كما مر آنفاً - حرم عليهم كل لعن ليجتث هذه السنة السيئة من أساسها. ثم تطورت هذه الفكرة بعده على يد أحفاده الضالين المضلين فحرموا اللعن حتى على الشيطان والنطق باسمه واستعاضوا عنه (بطاووس ملك) وإني أرجح أن يكون لفظ (طاووس ملك) محرفاً عن (طاغوت) وقد ورد هذا اللفظ في عدة أماكن في القرآن الكريم بمعنى الشيطان، منها قوله عز وجل:(الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذي كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) واليزيدية ينطقونه (طاغوس ملك) والتقارب قوي بين اللفظين
والخلاصة أن عقيدة اليزيدية في الشيطان مرتبكة جداً، ومن الصعب أن نقف على أول دخولها عندهم وعلى تطورها حتى آلت إلى ما هي عليه من الارتباك. وأعتقد أن هذا الارتباك في أمره نتج عن أمية هذه الطائفة، وخاصة أن كتبهم المقدسة كتبت في عهد قريب على ما يظهر من سقم عباراتها وابتذال ألفاظها وارتباك معانيها. كما أن القراءة والكتابة محرمة على كافة اليزيدية ما عدا طبقة الملالي وقم الذين يدعون أنهم من نسل (حسن البصري)
وهم يذكرون متناقضات عنه: تارة بأنه خلق العالم منذ الأزل وأنه متصرف فيه، وأن كل