فالشام والحجاز واليمن والعراق ونحن وجميع هذه الأقطار تقع في شرقي مصر، كما تقع برقة وطرابلس الغرب وتونس والجزائر ومراكش في غربها، والسودان يقع في جنوبها؛ وتقوم سواحلها على البحرين الأحمر والأبيض، وللعرب فيهما أوسع المصالح وأكبرها، ثم إن لها مقاماً علمياً وثقافياً وأدبياً لا يجاري ولا ينافس، كل ذلك يجعل مصر زعيمة العرب، فتقود شعوب الشرق العربي إلى المثل العليا
وأجد نفسي قد أطلت القول، لذلك أرى أن خير ما أختم به حديثي اليوم هو أن أنقل إلى القراء خلاصة وجيزة عن مقال لجريدة التيمس الكبرى عن أطوار الوحدة العربية قالت:(إن تجدد المساعي لتحقيق الوحدة العربية بما يجري في هذه الآونة من مباحثات جدية بين حكومات الشرق العربي ليس في الواقع إلا ترديداً لصدى التصريح الذي أدلى به المستر إيدن في (مانشان هاوس) بشهر مايو عام ١٩٤١ وقطع فيه عهداً بتأييد أي مشروع يظفر بالاتفاق التام ويرمي إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الدول العربية
وليس هنالك ما يحول دون تحقق مشروع الاتحاد العربي إذا استطاع العرب تسوية المسائل التي تعترض سبيلهم، ولاسيما وإن المشروع يتألف من أقطار تجمع بينها روابط تاريخية وجغرافية وجنسية ولغوية، ولم تفقد هذه الأقطار في الماضي روابطها واتصالها برغم الصحاري البعيدة التي تفصل بينها. وقد زاد تقاربها وقويت صلاتها بعد ظهور السيارة، وأصبحت الصحراء كالبحر تجتازها السيارات دون مخاطرة) هذا ما يقوله الأجانب عنا، وسنتحدث في الأسبوع المقبل عن مشاورات الوحدة العربية مع العراق