للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذه خير السبل للسير بالموضوع سيراً يكفل له النجاح ويضمن التوفيق

والواقع أن رفعته قام بعد ذلك بمشاورات الوحدة مع سائر الدول العربية المستقلة لأجل خير العرب وتحقيق أمانيهم.

ولا يسعنا في هذا المقام إلا القول أن مصر تولت بحق زعامة القضية العربية فرعتها باهتمام وقوة، وأن هذه المشاورات للوحدة التي قام بها زعيم العرب الأكبر رفعة النحاس باشا الذي تخطت جهوده الآفاق الإقليمية الضيقة إلى الوطن العربي الكبير هي خير وسيلة للوحدة، والنحاس باشا بما يكنه قلبه من الإخلاص لفكرة العروبة والإيمان بالقضية العربية، يعتبر خير من يقوم بتوجيهها الوجهة الصحيحة التي ستنمو وتزدهر وتتطور مع الزمن تطوراً يؤدي إلى تحقيق الأمل المنشود والأماني العذبة التي ينتظرها العالم العربي بأجمعه

على أن هذا الدور الذي يقوم به رفعة الرئيس المصري كجندي أمين في تطور الوحدة العربية واتجاهاتها، وانتقالها من الطور التجريبي الذي سارت فيه متعثرة متلكئة مدة ربع قرن، إلى الدور الإنشائي الإيجابي الصحيح المثمر المستند إلى حقائق التاريخ والواقع والمنطق، والذي يمكن أن تقبله عقول الأجانب ويستقر في أعماق نفوسهم ويشعرون معه بالسرور بالتسليم بحق العرب في التضامن والتآزر والتكتل والتعاون، نقول إن هذا الدور الذي يقوم به الرئيس المصري له أثره لا في بلاد العرب فحسب بل في العالم الشرقي بأجمعه. ولمصر الفضل الكبير بالدعوة إلى الوحدة العربية دعوة عملية. وقد نشر النحاس باشا بعمله هذا صفحة جديدة لامعة ستجعل البلاد العربية في وقت قريب بلاداً واحدة تخضع لنظام واحد، وتشريع واحد، وتنسجم فيها المناهج الثقافية، والأساليب الاقتصادية، وقد خلقتها الطبيعة موحدة فيأبى العقل والتفكير أن تكون هذه الحواجز الضيقة الوهمية التي فصلت بين أجزائها

وليس من شك في أن مصر الخالدة ستقود العالم العربي في تطوره السياسي العتيد، خلال المرحلة الجديدة فتسير في طليعة الشعوب العربية وتكون واسطة عقدها، وقطب رحاها، فتؤلف بينها وتقودها إلى ما فيه خيرها وسعادتها في الجامعة العربية، ولا غرو فإن مركز مصر الجغرافي، ومقامها الثقافي والاقتصادي ومكانتها العلمية الممتازة تضمن لها هذا التفوق وهذه الزعامة الصحيحة، فهي من الناحية الواحدة واقعة في وسط بلاد العرب،

<<  <  ج:
ص:  >  >>