والنسبة إلى أم (أمي) وإلى أمهة (أمهى) وهذا هو القياس الصرفي
ثم إن قياس أم من أمهة على سنة ونحوها في النسب ليس بصحيح لوجهين:
الأول: أن الهاء من سنة لم تقلب واوا في النسب - كما قد يتوهم - لأن هذه الهاء مبدلة من تاء التعويض المشوب بالتأنيث وهي تحذف من المنسوب إليه ألبتة، والواو في سنوي ونحوه أصل من أصول الكلمة كانت حذفت وعوض عنها التاء (الهاء)؛ ولما كان النسب يرد المحذوف في مثل هذا الموضع حتما ردت الواو كما ردت في الجمع فقيل سنوات. ويقال في النسب سنهى بالهاء، لأن (لام سنة) المحذوفة ذات وجهين عند العرب، كما هو مبين في متن اللغة. وإذا ثبت بالدليل أن الواو في سنوي غير مبدلة من الهاء في سنة ثبت أن الهاء في أمهة لا يصح قلبها واوا؛ إذ لا يعرف هذا النوع من الإبدال في لغة العرب
الثاني: أن الداعي إلى عودة الواو في النسب هو تكميل اللفظ برد ما حذف من أصوله إليه؛ ليكون ذلك جبراً لما فاته من تاء التعويض التي تحذف وجوباً عند النسب. فكان - لولا الرد - يبقى من الكلمة حرفان فقط، وهذا إجحاف ببنيتها من غير داع إليه. وكلمة (أم) ليست كذلك؛ لأنها لفظ ثلاثي تام غير محتاج في النسب إلى تكميل. فكما يقال في النسب إلى در درى، يقال في النسب إلى أم أمي، ولا التباس حينئذ؛ لأن التمييز بين المعاني المختلفة يكون بقرائن الأحوال.
عبد الحميد عنتر
أخطاء في الأعلام
كتاب الأعلام للأستاذ الزركلي هو عند الباحث كأقرب الموارد. وكثرة أغلاطه اضطرت مؤلفه المخلص إلى أن يقول في مقدمته (فما على لتكون الخدمة خالصة للعلم إلا أن ألتمس ممن حذقوا التاريخ ومازوا لبابه من قشوره وكان لهم من الغيرة عليه ما يحفزهم إلى الأخذ بيده أن يتناولوا الكتاب منعمين مفضلين بنقد خطأه وعدل عوجه وبيان ما يبدو لهم من مواطن ضعفه، وقديماً قال إبراهيم الصولي: المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل فيه من منشئه)
وقد مضى على طبعه ست عشرة سنة ولم نر من عرض لنقده، فأمسى من الواجب أن