الفنون، فهو يضحي راحته ويسهر الليالي الطوال ليشرف بنفسه على تلك الفرقة الناهضة المتواضعة التي نرجو أن تكون نواة طيبة للمسرح المصري الذي نصبو إليه. وثالثهم بطل من أبطال المسرح القومي مولع بفنه، قد وهبه قلبه ولسانه وبيانه ودمه، قرأنا له منذ أكثر من ربع قرن شهدناه ممثلاً وشهدناه مخرجاً وشهدناه عالماً فما شهدنا في أية ناحية من نواحيه ضعفاً يزري به، وهاهو ذا يعمل مديراً لهذه الفرقة الناهضة المتواضعة فلا يدعي أنه عاهل لمملكة في الخيال، بل ينادي بأعلى صوته أن مسرحنا يفتقر إلى أشياء كثيرة وأن لابد من إدراك هذه الأشياء الكثيرة أو إدراك بعضها ليكون لمصر الحديثة الناهضة مسرحها ولتكون لهذا المسرح شخصيته. . . هؤلاء الأبطال الثلاثة هم الجنود الأوفياء الذين تدور حولهم اليوم آمالنا في خلق مسرحنا المصري، عن طريق هذا المعهد الذي هو آية من آيات الإصلاح التي تنشط اليوم في حياتنا العامة
ولن تمر فرصة إنشاء هذا المعهد، أو إعادة إنشائه، دون أن نسجل هذه الملاحظة الجديرة بالالتفات، فما كاد الإعلان عنه يذاع في الصحف حتى توالت عليه طلبات الالتحاق، ولم تزل تتوالى حتى زادت على الألف. . . وأكثر من نصف هذه الطلبات من حملة الشهادات الراقية، ومن بينها عدد كبير من حملة الشهادات العالية. . . وقد تقدمت أكثر من ستين فتاة من أرقى الأسر المصرية للالتحاق بالمعهد
٣ - ولكن المعهد بطبيعة الحال لن يتسع لهذا العدد الضخم، والقائمون بالأمر فيه لا يريدون قبول أكثر من أربعين طالباً وعشرين طالبة، وهو عدد نستقله على المعهد الناشئ الذي نطمع أن يضطلع بخلق نهضة تمثيلية في مصر وفي الأقطار العربية تكون سبيلاً إلى تجديد ناحية مظلمة في الأدب العربي المفتقر إلى الأدب المسرحي. لهذا نرى لزاماً علينا أن نشغب على القائمين بأمر المعهد، وأن نصيح بملء قوتنا أن اقبلوا مائة أو مائتين ليكونوا طلاباً أصليين، واسمحوا لثلاثمائة أو أربعمائة ليكونوا طلاباً منتسبين، واشرطوا عليهم أن يحضروا نسبة معينة من الحصص لا يصح أن يتقدموا إلى الامتحان النهائي إن لم يحضروها؛ فإذا احتججتم بضيق المكان وبقلة المدرسين الصالحين فلا ضير أن تستنجدوا بحضرتي صاحب المعالي وزير الشئون ليهيئ لكم المكان الفسيح الصالح، ووزير المعارف لييسر لكم المعلمين الصالحين المقتدرين. . . وليذكر صديقي الأستاذ مدير