المعهد أن له زميلين قديرين تخرجا مثله في أوربا، وأنهما يستطيعان مشاركته في تعليم الفنون المسرحية بأنواعها وبذلك يسهلان عليه دروس الإلقاء وما إليها. . . أما الدروس الأخرى فحسبها المحاضرات التي تتسع لمئات الطلاب، أصليين ومنتسبين وزائرين!
٤ - وليذكر القائمون بأمر المعهد أنهم أملنا الذي نرجو ألا يخيب خلق المسرح المصري، وليذكروا أننا لا ننشئ المعهد لإمداد فرقة واحداة أو فرقتين اثنتين بالممثل الصالح والمخرج الصالح والناقد الصالح والمؤلف الصالح وغير هؤلاء من المسرحيين الصالحين. . . كلا، كلا. . . إننا نريد فرقاً كثيرة إقليمية ومدرسية غير فرقة العاصمة. . . لقد أنشأت معظم البلديات المصرية دوراً فخمة للتمثيل، فواجبكم أنتم أن تعمروها بالفرق التي تبعث فيها الحياة. . . واذكروا تلك الحرب التي كانت تنشب بين فرق لندن التمثيلية وفرق الأقاليم، أيها يكون لها الشرف في النهوض بالمسرح الإنجليزي، وما كانت تبذله مسارح لندن من العون للمسارح الإقليمية مما تناولناه في عشرات المقالات على صفحات هذه المجلة
٥ - ولابد من التذكير هنا بأن المسرح المصري لا يحسن النظر إليه باعتباره مورداً من موارد الدولة الاقتصادية، بل يجب اعتباره منشأة ثقافية لا تستغني عنها نهضتنا، فهو لا يقل قيمة عن مجمع اللغة ودار الكتب والمتحف الزراعي وإحدى كليات الجامعة، ولهذا وجب على الدولة أن تسخو عليه وأن تدبر له في ميزانيتها كل ما هو خليق به من مال. . . وخليق بنا ألا نقدر نجاحه بمقدار إقبال الطبقات على شهود رواياته، فقد فسد مزاج كثير من هذه الطبقات بسبب عوامل شتى تسربت إليها عن طريق السينما وعن طريق التمثيل الوضيع الذي راجت سوقه بينها مع الأسف الشديد. . . ولهذا لم نر بداً من التذكير بأنه لا يحسن النظر إلى المسرح الذي سوف ننشئه باعتباره مورداً اقتصادياً. ورأيي أن يكون شهود رواياته في أول أمره بالمجان، ورأيي أن تتنقل فرقه في المدارس الثانوية والعالية لتمثل بالمجان أمام الطلبة وأمام الأهالي - على أساس الدعوة المحدودة - كي نطب لهذا المزاج السقيم الذي أمرضته السينما الوضيعة والتمثيل الوضيع.
٦ - ويجب أن تواكب الدراسة في المعهد دراسات في مدرسة الفنون الجميلة وفي معهد الموسيقا الشرقي، فينشأ في مدرسة الفنون الجميلة قسم خاص لتصوير المناظر المسرحية