وسورياً نشر كتاباً نفيساً في التربية وفيه مقالات حول نظام التعليم في مصر. لأننا نرى الخبراء يستقدمون إلى بلادنا، وتغدق عليهم الأموال، وتفتح لهم الأبواب ولكن ساطع الحصري زار مدارس مصر - قادماً لا مستقدماً - في سنتي ١٩٢١، ١٩٣٦، وكشفت له الزيارتان عن أمور رأى من الإخلاص للوطن العربي الأول أن لا يكتمها، ورأى من الخير أن ينشرها
ونحن نرى أن بعض (الزوار) قد ينشرون كلاماً له خبئ أو يذيعون آراء لها خواف. ولكن الأستاذ ساطع واضح المقصد بين الغاية حسن النية. ونرجو أن تكون تلك حاله التي ينطق بها لسان المقال
ليس هذا الكتاب كتاباً (فنياً) في أصول التدريس وطرق التعليم، وليس كتاباً (مدرسياً) في (الدرس) وأجزائه (والمقدمة) وشروطها. (وملخص السبورة)(ووسائل الإيضاح) وما إليها من الموضوعات الجافة التي يحفظها (المعلم الجديد) ويضحك منها المعلم المتمرس أو يبتسم لها. ولو كان كتاباٌ كذلك ما استحق أن نطيل الوقوف عنده، وأن نعرضه على القراء عرضاً يحملهم على الاطلاع عليه والظفر به، لأن فيه نظرات في التربية والتعليم جمعها المؤلف من هنا ومن هناك. ولا شك أن هذه النظرات وليدة تجارب بلاها المؤلف بنفسه، وهداه إليها اطلاع وسيع، وبحث عميق، ومتابعة لكل جديد من الرأي في آفاق التربية والتعليم
والقسم الأول من الكتاب فيه مشاهدات وملاحظات في التربية والتعليم. وهذا القسم يجمع إلى صحة الفكرة التربيبية طرافة الأسلوب وحسن العرض، والخلوص من المثال أو المشاهدة إلى القاعدة التي يقررها. ولهذا لا تحس وأنت تقرؤه الجفاف الذي يصادفه من يقرأ كتب التربية البحت، و (الطفل المعاكس)(وإثبات الذات)(والتربية بالثقة)(والحرية) وغيرها نصيب في هذا القسم من الكتاب
أما القسم الثاني فهو محاضرات ومقالات في التربية والتعليم ألقى بعضها في نادي التضامن وبعضها في نادي المعلمين ببغداد. ويمتاز هذا القسم من سابقه بالدراسة الفنية وعرض النظريات التربيبية عرض المربي الفني لا عرض المشاهد المتنقل كما في القسم الأول