وما زالت عند رأيي من استجادة شعر هؤلاء الشباب، وربنا كنت أعرف بهم من حضرات زملائهم الناقمين، لأن كثيرين منهم يتفضلون على فيرسلون إلى طرفاً رفيعة من أشعارهم تدل على ما سيكون لهم من أثر في الأدب المصري عامة والشعر المصري الحديث على وجه التخصيص. . . ولكن المضحك في هذا الأمر غلو بعض من نقموا مني ذكر أسمائهم في ثبت الشعراء هؤلاء! لقد أقبل أحدهم ثائراً كالعاصفة و (نكش) شعر رأسه (نكشة) أفزعتني، ولست أقول إلا الحق! ثم راح يتهمني بأنني أناقض نفسي حين أعلن استجادتي لشعر هؤلاء (ال. . .) - على قرب عهدي بالدعوة إلى تجديد الشعر العربي، وما أطلت في الكتابة عن وجوه هذا التجديد
فانظر أيها القارئ كيف انصرف هؤلاء الشعراء الشباب الأفاضل عن أستاذنا الجليل (ا. ع) الذي شوى جلودهم فلم ينبس منهم أحد بحرف، إلى هذا القلم الضعيف الذي شرع نفسه للدفاع عنهم فرفضوا هذا الدفاع أو جحدوه لأنه أخطأ فذكر أسماءهم بين أسماء متواضعة، غير لامعة. . .
والظريف أن الذين أنكر عليهم صديقي (العاصفة) شاعريتهم كانوا شعراء من الطبقة الأولى عند صديق آخر سعى إلى ليعلن احتجاجه للسبب نفسه. . . وقد حرت والله في أمر هؤلاء الشعراء الشباب، كما حرت من قبل في أمر المسرحين والموسيقيين والفنانين والكتاب والنقاد والقراء. . . وأخشى أن أحار أخيراً في أمر نفسي. . .
يا رجال الفكر والفنون في مصر، بعض هذا الهدم، ولا تكونوا: كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله!