لا يستطيعون أن يتصوروه. أما أنا فأستسهل هذا التصور، لأننا في علم الطبيعة نبحث في أشياء كثيرة لا تقع تحت الحس، ولكنها مع ذلك حقيقة كالتي نشعر بها بحواسنا، بل ربما كانت أقرب إلى الحقيقة منها. فإننا جعلنا نحلل المادة وندرس طبيعتها حتى ليصح القول أننا مع كثرة تحليلنا لها نكاد لا نعرف شيئاً عنها
ولو أمكننا أن نرى المادة المحيطة بنا، يعني العلم، لم تظهر لنا كما تظهر عادة - أي جامدة ومحسوسة بل تظهر مثل المجرة كثيرة الثقوب والمسافات الشاسعة بين أجزائها. ففي داخل الذرة أماكن خالية. والدقائق قليلة متباعدة كالسيارات في النظام الشمسي
إنما الحياة في هذه الدنيا تجربة كبيرة، ونحن موجودون هنا لنجرب ونمتحن. ومصائر الوجود في الأبد وفي عين الخالق مفتوحة أمامنا، وهي أبعد مما نستطيع تصوره. وليس الوجود الحاضر على هذا السيار، سوى قصة قصيرة، ومخاطرة وقتية، وسفر زائل، يتبعها ذلك السفر السامي الطويل
فلا تخف لأن الخوف قطعة من العذاب (والمحبة الكاملة تزيل خوفنا) وهذا الكون تحكمه المحبة الكاملة. وهذه هي رسالتي. فلنغن مع المرنم صاحب الزبور (سبحي الرب أيتها السموات واسجدي له)