للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خليل مطران

في الفصول والغايات وفي اللزوميات

لأبي العلاء في (الفصول والغايات) وفي (اللزوميات) رميات - من رام - علميات مقرطسات. منها ما ذكرته في كلمتي (المخترعات وكتاب الفصول والغايات) في (الرسالة الغراء) ٢٥٠ ص ٦٥٥ س٦ وأعاده مفرقاً الأستاذ كامل كيلاني في مقالته (على هامش العيد الألفي لأبي العلاء) في الرسالة ٥٦٠ ص ٢٦٣ س ١٢

ومن رمياته أو آياته قوله في تلك العبقرية النثرية:

(أحج وأحر أن تعود لجة البحر كساحة اليد لا ماء بها ولا حال إذا قضى ذلك خالق البحار)

ومنها قوله في (اللزوميات) عبقريته الشعرية:

يجوز أن تُطفأ الشمس التي وقدت ... من عهد عاد وأذكى نارها الملك

فإن خبت في طَوال الدهر جمرتها ... فلا محالة من أن يُنقض الفلك

قلت: لا حياة يومئذ لأحياء في هذه الكرة الأرضية ولا في تابعة للشمس من أخوات دارنا هذه وإن لم ينقض الفلك. والذي جوزه أبو العلاء فإنه سوف يكون (إنا لله وإنا إليه راجعون)!

والشمس ذات الضياء والوهيج واللهب وحياة هذه الأرض هي كما قال الشيخ في (اللزوميات):

والشمس تغمر أهل الأرض مصلحة ... رّبت جسوماً، وفيها للعيون سنا

طهت لك الشمس ما يفني أخادعة ... عن أن يكون له في الأرض طاهونا

وقد ذكرني مقال أبي العلاء في البحر والشمس بقول للضعيف كاتب هذه الأسطر في تضاعيف كلام، أرويه في هذا المقام:

. . . وإن من يتلو كتب الأستاذ الأكبر (أرنست هيكل) يدهش ويستعظم روايته وتبحره في العلوم والفنون. وعلمه (لله هو) علم إحاطة. وإنه ينس قطين الأرض أكابر العلماء بعد أحقاب. فأمثال ذلك (الأستاذ) في نعيم الذكر خالدون ماكر الفتيان، وما دام في البحر ماء، وفي الشمس ذكاء. لأنه إن رسخت أمواه البحر، وسوف ترسخ، وهمدت نيران الشمس،

<<  <  ج:
ص:  >  >>