بنت البيئة، بنت الجزيرة العربية، ولك أنت أن تعلل لماذا أغفل الوثنية فلم يجعلها رابعة البنات!
الرجل بقوله هذا قد وضع بين أيدي الناس المفتاح إلى مذهبه في القرآن والدين، وليس النص السابق فلتة فاتت الرجل، فقد ذكر رأيه في الدين وفي القرآن فيما كتب بعد النثر الفني بما يتفق مع هذا الذي كتب في (النثر الفني) وأين؟ سأخبرك ببعض ذلك، وفي البعض بلاغ
كان الأستاذ أحمد أمين علل فقدان الملاحم والمنظومات الطويلة في الشعر العربي بتقيد الشعراء بعد العصر الجاهلي بقيود الشعر الجاهلي، فرد الدكتور زكي مبارك عليه يقول في صفحة ١٣٩٣ من العدد ٣١٥ من الرسالة (إن عبقرية العرب ليست في القصص وإنما عبقرية العرب في الغناء والتعبير عن الأنفاس الروحية. وفي بلاد العرب نشأت الديانة الموسوية والديانة العيسوية والديانة المحمدية؛ فإن امتازت لغات الشرق والغرب بالمنظومات الطويلة في القصص والتاريخ، فقد امتازت لغة العرب بأكرم أثر عرفه الوجود وهو القرآن. وهو حجة اللغة العربية يوم يقوم التفاخر بين اللغات بالأحساب) والأستاذ أحمد أمين كان يتكلم عن أدب العرب مقارناً إياه بأدب غيرهم من الأمم والشعوب؛ فهذا الرد من زكي مبارك لا يصلح رداً إلا أن تكون الديانات الثلاث من وضع العرب؛ وإلا أن يكون القرآن من أدب العرب كذلك
وبعد، فقد كنت أسندت إلى زكي مبارك تهماً ثلاثاً: أنه يدعو إلى نقد القرآن، وأنه ينكر إعجاز القرآن وأنه يكاد يصرح بأن القرآن من كلام البشر، وطلبت إليه أن يتبرأ أو أثبت، فأجاب إني لا أفهم كتابه، وأنه لا يتبرأ منه ولو ذهب معه إلى جهنم الحامية، فكان لابد من الإثبات. وقد فعلت، وإن لم أستقص ما في كتابه وما كتب بعده من دليل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.