له مطلقاً، وما نوعت فيه التقفية على أوضاع وأشكال شتى، وصور لا تكاد تنحصر
فالسر - فيما أرى - ليس فيما زعموا. وإنما السر كل السر فيما يقوم في سبيل التقفية - ولا سيما إن طالت في القصيدة - من عقبات، وما يعترض من شدائد. فكيف النجاة إلا فيما يتمحّلون وما يفتعلون من أسباب؟
وبينما أنا أهم باختتام هذه الكلمة، إذ خطر لي حوار كان بين أديبين - منذ قريب - حول ما يسمى (الشعر المهموس) وهو ما يمكن أن تتسع له أحاديثنا هذه. وكان في نفسي منه شئ. وهو فن ابتدع حديثاً، فيما أظن
ولقد كنت جهدت في تبين مدلول (الهمس) في ذاك الحوار، مستأنساً باللغة، فلم أوفق كل التوفيق. فانصرفت إلى الشعر الذي ساقاه للتصوير، وتأملته وأمعنت فيه
وكان أحد المنافسين يتعصب لشعراء (المهجر) أشد التعصب ويقدمهم في هذا الباب، وينكر على المصريين - فيما أذكر - استعدادهم فيه. وساق كل من المتناظرين مقطوعات مختلفة. وطال النقاش
إلا أني لم أتذوق في الشعر المصري مذاقاً خاصاً، لم ألمح فيه لوناً أو طعماً خاصاً - أما الشعر المهجري فكان من صفته الوَنَى والفتور والتهافت، وإن حاول الأستاذ - جاهداً - أن يحمله من المعاني ما لا يحتمل، وأن يعتصر منه ما ليس فيه. ولقد عجبت من هذا الاختيار، وفي (المهجر) شعراء ذوو مكانة سامية، ولهم فن مستملح، وتجديد عذب
فليت شعري ما (الهمس) في الشعر وما مرماه؟
(للحديث بقية)
(ا. ع)
كتابة الإسبانية بالحروف العربية
أورد حضرة الأستاذ الجليل (ن) في العدد ٥٦٢ من الرسالة خبراً حول كتابة اللسان الإسباني بالحروف العربية استحدثه من أستاذنا الدكتور باول كراوس
وكأني بكثير من الناس لا يعرفون عن هذه الحقيقة التاريخية إلا اليسير؛ لذلك أحببت أن أقدم إلى أصدقاء (الرسالة) لمحة سريعة عن الظروف التي أحاطت بهذه الكتابة راجياً أن