سمقاثا) أي حنطة حمراء، وهذا ضرب من التعمية والإلغاز حملهم على التشدق به حمقهم واستهزاؤهم، وما فتئوا يرددونه حتى فضح الله مكرهم. ونرى تسجيلاً آخر للقصة نفسها في آيتي الأعراف: وإذا قيل لهم اسكنوا هذه القرية إلى قوله تعالى: بما كانوا يظلمون
وفي سورة البقرة:(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم)
قال الزمخشري: كان المسلمون يقولون لرسول الله (ص) إذا ألقى عليهم شيئاً من العلم: راعنا يا رسول الله، أي راقبنا وانتظرنا وتأن بنا حتى نفهمه ونحفظه. وكانت لليهود كلمة يتسابون بها عبرانية أو سريانية وهي (راعينا) فلما سمعوا بقول المؤمنين (راعنا) افترصوه وخاطبوا به الرسول (ص) وهم يعنون به تلك المسبة فنهى المؤمنون عنها وأمروا بما في معناها وهو (انظرنا) فذلك تعريض آخر لمحدثي اليهود من معاصري الرسول، يسجله الله عليهم ويكشف سترهم فيه
ويبدو أن ولوع القوم بهذه التعمية والألغاز كان لا ينتهي عند غاية؛ فقد روى عن عائشة رضى الله عنها أن رهطاً من اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك فقال النبي: عليكم! قالت عائشة رضى الله عنها: فقلت بل عليكم السام واللعنة! فقال عليه السلام: يا عائشة إن الله يحب الرفق في كل شئ. قالت عائشة: ألم تسمع ما قالوا؟ قال فقد قلت عليكم!