القطع الفنية التي تعزف على الآلات، فهي بحق قطع خالدة جديرة بالإكبار والإعظام؛ ولقد استفادت الموسيقى العربية من هذه القطع الفنية الطريفة والأنغام الإضافية العذبة، ما جعلها مدينة إلى الموسيقى التركية مادة ومعنى، والأنواع المعروفة لدينا من هذه المعزوفات الفنية هي: البشرف، والسماعي، والدولاب فالبشرف: قطعة فنية غزيرة بالأنغام المنسجمة، مركبة من جزأين أو ثلاثة أجزاء أو أربعة، والجزء الواحد يسمى (خانه)، تعزف على الآلات الشرقية بواسطة (النوته) الرموز الاصطلاحية ضمن قوانين وأوزان محكمة كأوزان الشعر لا يمكن للعازف أن يشذ أو يخرج عنها، ويكون عزفها عادة أبطأ من (السماعي)، وهي على أنواع من الوزن والقياس والعزف، لا مجال لذكرها الآن.
وأما (السماعي) فهو كالبشرف في أنغامه وتركيبه، غير أنه أصغر منه في مجموعه وأسرع في العزف، وله أوزان ومقاييس تختلف عنه، وأما (الدولاب) فهو قطعة فنية صغيرة بأوزان معلومة، تعزف عادة قبل الشروع في الغناء تمهيداً للنغم المنوي التغني به؛ وتوجد غير ذلك ضروب مختلفة، مقتبسة أصولها من الضرب: في الرقص والتمثيل والوصف. . . الخ كالفالس - مثلاً -، والبولكة، والمارش من القطع الفنية المصورة لنوازع النفس، ومظاهر الطبيعة الفاتنة، ووحي جمالها السامي تصويراً دقيقاً موافقاً بعد تعديلها للذوق الشرقي؛ ومن جملة ما اقتبس من الموسيقى الغربية: الرموز أو العلامات الموسيقية (نوته) التي تكتب بها المعزوفات الفنية، فخدمت الموسيقى الشرقية خدمة جلى، وكان لها الأثر الظاهر في تقدمها وحفظ كنوزها من الفناء. . .
- ٨ -
وأما الآلات المستعملة لدينا في الموسيقى الشرقية عامة فهي: العود، والقانون، والطنبور، و (الكمان) والناي، والمزمار، والدف؛ والطبلة، ويوجد آلات شرقية وعربية غير هذه كثيرة ولكنها مهملة، أو غير صالحة لعزف القطع الفنية؛ ثم أضيفت آلات حديثة من الموسيقى الغربية خاصة لعزف قطع (الهارموني) زيادة في التحلية عند اللزوم، أو لعزف القطع الحماسية. . . . في المعسكرات الحربية كالبيانو والكمان الأكبر والساكسوفون والفيفرا إلى غير ذلك من الآلات الوترية، والنفخية والهوائية، التي ليس لها - ويا للأسف أسماء عربية حتى اليوم!!