للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدفاتر المدرسية، فما أدهشني منها ما فيها من العلم والتحقيق، لأن مصادر الموضوع متوفرة لمن شاء معالجته، وأحسن البحث والموازنة، إنما أدهشتني القوة النافذة والمقدرة على التحليل والاستخراج، والتفلسف في عقائد لا تستقم بغير الإيمان والجرأة والصراحة مع الاتكال على العقل والعلم فيهما

(فقد استخدم في سيرته المصباح الذي استخدمه العلماء الأوربيون في نقد التوارة - أي مصباح النقد الأعلى الذي ينير العلم بنور العقل والمقارنات التاريخية. ومما يزيدك إعجاباً بالرصافي أنه لا يحسن لغة أجنبية، فقد ركن في كل ما حلل وأول واستخرج واستنتج إلى اجتهاده الخاص، وإلى علومه الواحدة العربية

(وإنك لتدرك الروح في مصنفه هذا إذا علمت رأيه بالله، فقد قال لي مرة: إن الآية: لا إله إلا الله، لا معنى لها، ويجب أن تبطل، أو تبدل بالآية: لا إله إلا الوجود، أي أن الكون هو الله، هي عقيدة البانيتزم، أي الحلول، وهو فيها على اتفاق والزهاوي. وقد يهمل وينسى كثير من شعر الرصافي في المستقبل، وتظل سيرته النبوية من الكتب التي تقرأ وتكتنز

وقد علقت الرسالة على هذا اللغو تعليقاً كريماً، فذكرت أن حكومة العراق صادرت كتاب الريحاني لمثل هذا الهتر، وأن الرصافي قد يقول شيئاً من هذا الكلام في ساعة لهوه ليطوى في بساط الشراب، لا لينشر على الناس في كتاب. . . الخ)

لقد تعمدنا أن نطيل الاقتباس لأن الرصافي عاد فردد هذه الأراجيف في كتابه الجديد الذي لم يصادر، وينبغي ألا يصادر، فالمصادرة سلاح رث لا يجمل استعماله في هذا العصر الذي يأخذ بحرية الفكر. . . وسترى كيف تبطل هذا اللغو بعد عرض آراء الأستاذ الكبير. . .

(يتبع)

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>