لم تكن نتيجتها بلبلة أفكارنا والعصف بمعتقداتنا، وهدم المعايير الأخلاقية الكريمة التي زودنا بها ديننا الذي هو أعز علينا وأكرم من فلاسفة العالم
وقبل أن نعرض آراء الأستاذ الرصافي نعلن أننا نؤمن بالله هذا الإيمان الفطري الساذج الذي قذفه الله في قلوبنا، وأنار به بصائرنا. وأن الله هو خالق تلك الأكوان كلها، فالله شئ والأكوان كلها شئ آخر. وليس الله مجموعة من القوانين الطبيعية كما يقول الفلاسفة. وإيماننا هذا الساذج الفطري هو الذي يصحبنا في تفكيرنا دائماً وهو لسهولته ويسره لا يشغلنا كثيراً، ولا يقذف بنا في تلك المهامه التي تورث الخبال، ولا تثمر إلا الضلالة، وهو لسهولته ويسره يصرفنا إلى ما هو أجدى من أمور هذه الحياة التي يملأها الجد. . . ونحن بهذا الإيمان الساذج الفطري الذي نطيع به الله ونحب به رسوله، والذي ندعو الله أن يزيده في قلوبنا رسوخاً أكثر تمدينا من الذين يرموننا بالجمود، فما أرسل الله رسله إلا لمحاربة الجمود وهداية الناس إلى الحق واليقين
وقبل أن نعرض آراء الأستاذ الرصافي أيضاً، نذكر ما أخذ على الأستاذ من الجرأة في العقيدة، والتحلل مما جاء به النبيون أو تأويله بما يلائم أفكاره، ولا يزال القراء يذكرون هذا الذي نشرته الرسالة عن عقيدته سنة ١٩٣٥ (٨ يوليو العدد ١٠٥ - السنة الثالثة) نقلاً عن الأستاذ أمين الريحاني الذي يقول:
(إن للرصافي رأياً في الوحي الشعري غريباً: هو لا يؤمن بالوحي، أو بالحري الوحي المنزل، إنما يعتقد أن القوة الشعرية في الإبداع، تتعلق بقوة الباه في الجماع! وأن الضعف الذي يعتري القوة الواحدة يتصل بالأخرى، إذن لابد من التوازن بينهما. . . بل هو ضروري. . .
(. . . ثم ذكر (أي الرصافي لأمين الريحاني) النبي محمداً وهو في نظر معروف شاعر عظيم. . . على أن أجمل قصائد النبي، أي أجمل السور القرآنية، إنما هي التي جاء بها في عهد الاعتدال الجنسي، يوم لم يكن له غير خديجة زوجاً، أما بعد وفاة خديجة، فقد أصبح محمد مزواجاً، وكانت قصائد - السور - في هذا العهد مثل نسائه، أي دون ما تقدم ومنهن
(فقد كتب الرصافي سيرة النبي محمد، وأطلعني عليها مخطوطة بيده، في سبعة دفاتر من