ومما يفيد كثيراً في حماية الأسعار من الانخفاض اتباع نظام الإنتاج والبيع التعاونيين. وقد أخذت بهذا النظام فعلاً بعض الجمعيات التعاونية فجنت منه ثمرات طيبة
هذا التثبيت لأسعار القطن - لو تم - رواج الفلاحين، ومن ورائهم باقي الأمة، وعندئذ سيجد الفلاح السبل المادية والمعنوية لزيادة إنتاجه من القطن، والمضي في تحسين نوعه، حتى يفي بحاجات الصناعة القطنية الرفيعة ومن ثم تزداد قيمة المحصول فتزداد البلاد خيراً
(٢) تصريف القطن
اقتراح قيام الحكومة بوضع نماذج للقطن المصري - فوائد
وضع هذه النماذج
تدع مصر منذ قديم مهمة تصدير القطن إلى بيوت التصدير التي تتولى الاتصال بالمغازل الأجنبية، وعرض نماذج الأقطان عليها. ولسنا نعدو الحق إذا قلنا إن المنتج المصري قد يغبن كثيراً بسبب الصلات المعنوية والمادية بين هذه البيوت وتلك المغازل، ولاعتبارات أخرى غير خافية
ورأيي أن تقوم الحكومة نفسها بوضع نماذج لكل نوع من أنواع القطن المصري وفق ما تستلزمه حاجات الصناعة، ملاحظةً في ذلك درس الخصائص الإقليمية للمناطق الزراعية المختلفة في مصر ودراسة خصائص قطن كل منطقة من الناحية الصناعية أيضاً، وسيعينها على الدراسة الأخيرة أن في بلادنا الآن مغازل يستطاع بوساطتها تعرف حاجات صناعة الغزل وإجراء مختلف التجارب
وسيفيد وضع هذه النماذج في تحديد القيمة الصناعية للقطن المصري بالضبط، وسيتيح للمنتجين أن يبيعوا أقطانهم بأسعار موحدة لا غبن فيها، وسيرد عليهم هم أنفسهم النفع الذي كان يجنيه الوسطاء، وسيرفع عن القطن المصري الآصار التي كان هؤلاء يضعونها عليه. وفوق هذا فسيجلو للمصانع حالة الأقطان المصرية ويسهل عليها الحصول على حاجاتها المنوعة من مختلف الأقطان، وسيكشف الغطاء عن أسرار طلبات المغازل، تلك الأسرار الخافية إلا على بيوت التصدير الأجنبية