أما الغموض الذي أخالف فيه أستاذي، وأما (معنى التجديد) الذي يتساءل عنه ولده الأديب (حسين) فحقهما التفصيل في بحث قريب إن شاء الله
(بني سويف)
محمد محمود رضوان
اللهجة المصرية وصلتها باللهجات المغربية
بين اللهجات المغربية واللهجة المصرية وجوه شبه في أصوات الحروف، فالثاء في الأولى تبدل تاء كما يبدلها المصريون في ثلج وثوب وثوم وثور وكثير. ومثلها الذال إذ يحول إلى دال مهملة في نحو الذهب ويذوب ويذوق. كذلك الظاء فإنها، تنقلب إلى ضاد كما في نطق المصريين الظهر وظفر ونظيف
وبعض القبائل العربية في المغرب تتلفظ بالقاف على النحو المعروف في صعيد مصر، وقد تمكن هذا النطق في اللهجات المحلية الأخرى حتى تأصل فيها
وكما أن معظم المصريين يبدلون القاف همزة، فكذلك يصنع سكان المدن المغربية مع تفاوت في الصوت، أي الترقيق والتفخيم
والجيم المصرية لها أيضاً نصيب من الانتشار في الأقاليم المغربية؛ إلا أن دائرة انتشارها محدودة لا تتعدى بضع مفردات من جملتها: يجازي ويجوز وجوز وجزار. وأصل هذا النطق يمنى يحتمل أن يكون قد انتقل إلى مصر عن طريق الخزرج الذين وفدوا إليها من المدينة يؤيد هذا ما رواه ابن دريد من أن اليمنيين يقولون للرجل ركل وللجمل كمل
أما كيفية انتقال طريقتهم في النطق إلى المغرب فهي أن فريقاً منهم استوطن مدينة سرقسطة بعد فتح الأندلس ثم توالت هجراتهم إلى عدوة المغرب حيث خلفوا أثرهم إلى اليوم
والملحوظ في لغة المصريين أنهم يقدمون حرفاً ويؤخرون حرفاً في قليل من الكلمات، كما في يفحر ويجوز وأنارب واتغاظ، فأصلها يحفر ويزوج وأرانب واغتاظ، ومثلهم تصنع فئة من المغاربة في السجادة وبلهاء ودجاج؛ يقولون: السداجة وبهلاء وجداد
وفي الأحاجي الشائعة بين القبائل في جبال أوراس غربي الجزائر ذكر لمصر والنيل مثل