للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولن تجد لسنة الله تبديلاً) - ويؤمن بالجبر (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) (ص ٢٣) والإنسان دابة، وأخذه بناصيته، أي جعله تحت قهره وسلطانه واستيلاؤه عليه (ص ٢٤)

٥ - وهو لهذا ينكر الأدعية (والصلاة من الأدعية طبعاً)، لأنها لا يمكن أن تغير شيئاً مما لا بد من وقوعه: (. . . لأن الدعاء لا يصح في المعقول أن يكون سبباً لهلاك الظالم، أو لشفاء المريض، أو لقضاء حاجة المحتاج، فإن ذلك خروجاً عن سنة الله. فأن قلت: (فما معنى الاستجابة التي وردت في القرآن (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) قلت: إن الاستجابة تكون بمعنى أن الله (تعالى) يهيئ أسباب هلاك الظالم، وشفاء المريض على وجه موافق لسنة الله، تهيئة غير مسببة عن الدعاء ولا مترتبة عليه. . . الخ (ص ٧٦) وأن هذه الآية واردة مورد التمثيل الذي هو كثير في القرآن (ص ٧٧) ويستدل على أنه لا معنى للدعاء بالحديث (إن الله لا يعجل لعجلة أحدكم) فعبارة هذا الحديث (وحديث غيره) تدل بصراحة ووضوح على أنه لا معنى للدعاء ولا للاستجابة على الوجه الذي يقولونه ويتصورونه (ص٧٨). وإنما فائدة الدعاء هي في التسلية لنفس الداعي عما أصابه، والتنفيس لكربه. . . الخ ص ٧٨

٦ - وينزلق الرصافي من هذا ما ينزلق إليه بعض المتصوفة من القول بأن الأدعية (ومنها الصلاة) (هي من الأمور التابعة لظاهر الشريعة، فهي لعامة الناس دون خاصتهم من العارفين (ص٨٢ - ٨٣))

٧ - وهو يؤمن بأن كل ما يقع في الوجود فهو حق، وأن الباطل هو المحال. وهو في ذلك يأخذ برأي محيي الدين بن عربي. . . (كل ما وقع في هذه الكائنات فهو حق، إذ لو كان باطلاً لما وقع، وإذا كان كل ما وقع في هذه الكائنات حقاً، تساوت المتضادات بحكم الضرورة، فالضلال كالهدى، والعصيان كالطاعة، والتقوى كالفسق والفجور، والشر كالخير، والحسن كالقبيح. . . الخ (ص ٢٣) ويؤيد هذا بالآية الكريمة: (ربنا ما خلقت هذا باطلاً، سبحانك، فقناعذاب النار)

٨ - وما دامت قد استوت المتضادات في نظره: (. . . فعلى الصوفي أن يأخذ نصيبه من الدنيا كما يشاء، وأن يقرع جبهته بالكأس الروية من لذاتها بقدر ما يستطيع! (ص ٨٣) كيف لا، وهو الذي خلق كل نفس فألهمها فجورها وتقواها، وهو الذي إلى نجديها من الخير

<<  <  ج:
ص:  >  >>