كان ثمرة مبارك من ثمار الشيخ محمد عبده، تأثر به في الناحية الأدبية، فكتب في علوم البلاغة، وشرح بعض كتب الأدب. وكان من خير أعماله إصداره مجلة (البيان) في عهد لم يكن للأدب فيه نفاق، فلقي في سبيل ذلك ما يلقى المجاهدون الأولون من الجهد والمشقة في تذليل مصاعب الطريق، وارتياد مجاهل الأرض. جزاه الله على اجتهاده وجهاده خير الجزاء، وعوض أمته وأسرته من فقده خير العوض
إلى الأستاذ محمد عبد الغني حسن
يسرني أن أبدي على صفحات الرسالة إعجابي بما تكتبون، وتقديري لما تحققون، ولا ينقص من قدر ذلك الإعجاب، أو يغض من قيمة هذا التقدير، أن يقع في تعقيبكم على كتاب (الوعي القومي) مما يقتضي التعقيب في زعمي
لقد ذكرتم أن الواو بعد النفي والاستثناء في قول المؤلف (وما من أحد يلمس الحياة العربية الحاضرة إلا ويشعر) لا لزوم لها والفصيح تركها
فهل تقصدون إلى تلك القاعدة التي تقول:(إن الجملة الماضوية الواقعة حالاً بعد إلا يتعين ربطها بالضمير ويمتنع ربطها بالواو)، كما في قوله تعالى:(وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون)؟
أعتقد أنكم لا تقصدون إلى ذلك ولا تريدونه؛ لأن الجملة في عبارة المؤلف مضارعية مثبتة لا ماضوية
لم يبق إلا أنكم قد عمدتم إلى التنبيه على ما في عبارة المؤلف من الخروج على القاعدة التي تضمنها بيتا ابن مالك
وذات بدء بمضارع ثبت ... حوت ضميراً ومن الواو خلت
وذات واو بعدها انو مبتدأ ... له المضارع اجعلن مسندا
ولكني ألاحظ أنكم قصرتم القاعدة على جملة الحال المضارعية المثبتة الواقعة بعد النفي والاستثناء، مع أنها عامة تنتظم ما وقع بعدهما وما لم يقع، فأني لحضرة الأستاذ هذا التخصيص؟